محاورات ومناورات - أحمد علي سليمان

حاورْ ، وأنتَ المستضامْ
والأمرُ يغشاه الظلامْ

رحل الرجالُ ، فلا تكنْ
في الكيد محسور الزمام

لغة الحوار عطيبة
وأراك تخترع الخصام

انس الأخوة والصفا
ودع المودة ، والوئام

قد خنتَ عهداً بيننا
وتريد بالحقد السلام

وفجعتَ قلبي جهرة
وحقرتني بين الأنام

وسقيتَ أطفالي الردى
ورشقتَ في الروح السهام

شردتنا بين الورى
وأبدت عِزي بالحسام

وغدا طعامي غدرَكم
وبذاك أعطِيتَ الوسام

أبداً يُعرقلني البلا
ولمِثلك الدنيا تُقام

كم في - الخنا - لك زلة
يا تائهاً بين الطغام

حاورْ ، وناورْ ، واخترعْ
والمكرُ من طبع اللئام

والدهرُ يجري بيننا
وغداً سينقشع الغمام

إن الرجولة مطمحٌ
يصبو لذروته الهُمام

وكذا المروءة مأملٌ
وترفعٌ أبداً يُرام

والحق معقود اللوا
مَن مات فيه فلا يُلام

يا ذلَّ من فقد الحيا
وغدا بلقمته يُسام

ولمن طغى باع الهُدى
وبظل شربته ينام

وتراه في دَرْك الشقا
كم سربل الروحَ الهُيام

ويحب أرباب الأذى
وطوى مشاعره الغرام

أسدٌ إذا كان الريا
ويُجيد تحريف الكلام

وله حوارٌ باهتٌ
وبرغم ذاك له فئام

ومناوراتٌ جمّة
ثقلتْ كما ثقل الركام

ومداوراتٌ في العنا
تدَعُ العزائم في الرغام

للهِ نشكو ما افترى
وعلى الأحاسيس السلام

© 2024 - موقع الشعر