أصحاب أحمد - أحمد علي سليمان

أصحابُ (أحمدَ) غيّبٌ حُضّارُ
وهمُ التقاة الصفوة الأبرارُ

وهمُ العباقرة الأماجد صيتُهم
صَدَحتْ به الأصقاعُ والأمصار

وهمُ الأسود على الأعادي جهرة
في ساحة الهيجا همُ الكُرّار

هم خِيرة المولى لصُحبة أحمدٍ
وبذكرهم تتفاخرُ الأشعار

إن لم يكونوا من خِيار أولي النهى
حول (النبي) فمن همُ الأخيار؟

هم في اللحود أكارمٌ قد غيّبوا
وهمُ أمام عيوننا حُضّار

نستحضرُ الأعمالَ هم قاموا بها
ففعالهم لمن اهتدى تذكار

إنا لنفخر أنهم أسلافنا
وهم الشموسُ ، وبعضُهم أقمار

ولنحن نقْدُرهم ، ونعْظِمُ شأنهم
ولدى الأكارم تُحفظ الأقدار

حملوا إلينا الدين غضاً ناضراً
وبهم أتتْ أجيالنا الأخبار

وبهم حمى الله النبي وآله
وحكى مناقبهم لنا المختار

هو بشّرَ (الصديق) بالجنات ، هل
من مسلم في هذه يمتار؟

هو بشّرَ (الفاروق) بالجنات هل
خبرٌ كهذا قاله مهذار؟

هو قال: (ذو النورين) في المأوى غداً
وتواترت في ذلك الآثار

هو قال: (خالدُ) سيفُ ربي مُشهراً
يخشاه إن شهدوا الوغى الكفار

هو قال: (عائشة) حليلته غداً
في جنة الرحمن ، نعم الدار

هو قال: أصحابي فعنهم أمسكوا
من سبهم أو عابهم فالنار

فازوا جميعاً والذي رفع السما
ولهم لدى أهل التقى الإكبار

هم هاجروا وتحملوا عِظم البلا
هم جاهدوا ، ولهم بذاك فخار

والبعضُ ناصر لم يكن متخاذلاً
فاز الأباة الكُمّلُ الأنصار

هم قدّموا الأموالَ تنصرُ دينهم
حتى يكون لدينهم إظهار

لم يستكينوا للعِدا ، أو يركنوا
للظالمين ، فإن ذلك عار

وجهودهم في كل صٌقع أثمرتْ
فازوا ، وطاب السعي والإثمار

مهما استطال على (الصحاب) من افترى
سيذوقُ مكْرَ السيء المكار

هل يُطفئ السفهاءُ شمساً أشرقتْ؟
هل بالتخرص تُطفأ الأنوار؟

مهما تنقصهم لئامٌ قد عووا
مهما تهددهم أذىً وضِرار

مهما استطال أراذلٌ في عِرضهم
مهما توعد من عدوا وأغاروا

مهما اعتدى في لعنهم قوم غووا
مهما افترى في إفكه ديار

فالله ناصر جنده ونبيه
أصحاب (أحمدَ) جندُه الأطهار

للهم فانصرهم على أعدائهم
أنت المليك الواحد القهار

أعداؤهم فجروا فجوراً طاغياً
والدار جاس خِلالها الفجار

استضعفونا ، واسترقوا جمعنا
أنت النصيرُ ، وما لنا أنصار

© 2024 - موقع الشعر