ما ضرّ أبا محمد ما فعل بعد اليوم - أحمد علي سليمان

ثمارُ المجد يحصدُها الخِيارُ
ويغمرُهم برونقه الفخارُ

ويحتفلُ الخلودُ بمن تسامَوْا
لأن التضحياتِ لهم شِعار

وبين الناس يلحقهم سموٌ
ويغبطهم - على العِز - الكِبار

وفي الدنيا لهم صيتٌ شريفٌ
وبأسٌ واحترامٌ واعتبار

وسؤدَدُهم تربَّعَ في الثريا
وتَشرُف بالمغاوير الديار

وإنّ رفيق رحلتنا جوادٌ
وفي الأسفار يحلو الاختبار

ولم أختره في سفري رفيقاً
فكم أدمى العزائمَ الاختيار

وأبرم الاتفاق أمام قوم
أتوْا واستشفعوا ، ثم استشاروا

وعهدَ الله قد أخذوا عليهم
ونكثُ العهد خذلانٌ وعار

وأعطى الصحبُ ميثاقاً وعهداً
وخلفُ العهد يعقبه الدمار

وأخلصَ للصديق ، ولم يؤخرْ
نصيحته ، وللنصح اضطرار

وجاد بكل عارفةٍ لديه
وفارق مَن على المسكين جاورا

وأعلنها سأفديهِ بروحي
ومِن فمه الأوامر والقرار

وأخدمُه بنفسي قبل عيني
فلا يأتيه مِن سَفر ضِرار

لتحلوَ رحلة ملئتْ عذاباً
وخالطها التعنتُ والمَرار

وأبلى الشهم في الأسفار هذي
بلاءً فيه كل الناس حاروا

وكانت صحبة بلغتْ مَداها
وواكبَها الوفاءُ والازدهار

وما ردّ الجميل سوى بعُشر
وعافاني - عن البذل - اعتذار

لذا مُنحَ الأصيلُ وسام فخر
وبالنجباء يجْدرُ الافتخار

كما مُنح الكرامة أهلُ بدر
لذلك منهمُ الأصحابُ غاروا

وذو النورين قد مُنح المعالي
وليس يناله أبداً خسار

لذلك قلت: في حِلٍّ صديقي
من الزلات يوجدها الحوار

وأي الناس ليس له عيوبٌ؟
وأي الناس زايله العَوار؟

فمهما كان من خطأ سأعفو
لأن العفوَ يبذله الخِيار

وإني قد وعدت الخِل وعداً
وما لي من صدى وعدي فرار

ألا افعلْ ما بدا لك يا خليلي
فبعدَ اليوم هذا لا تضار

© 2024 - موقع الشعر