جهد يعجز المربين! (كاتي المربية) - أحمد علي سليمان

أسوقُ تحيتي شعراً لكاتي
وأمسكُ باليراع وبالدواةِ

لأسْطر ما تيسرَ مِن قريض
يُعطرُه رطيبُ تأمّلاتي

على جهدٍ توشّح بالمعالي
وسعي مُفعم بالمَكرُمات

وأفكارٍ تساعدُ مَن يُربّيّ
جَنتها مِن دَهاليز الحياة

وآياتٍ من الفكر المُصَفى
تحُضّ على الفِعال الطيبات

وأسئلةٍ تزكي كل عقل
وأجوبةٍ تزيلُ المُبهمات

وأسفارٍ حَوَتْ أندى الحَكايا
وبين سطورها أحلى النِكات

تزخرفها يواقيتُ الروايا
وتزخرُ بالمبادىء والعِظات

بأسلوب يُسامرُ كل قاري
كأن صداه دندنة الحُداة

وتصوير له أرَجٌ وشَوقٌ
وصوتٌ يستجيشُ الذكريات

ولم تخلُ العبارة مِن جَمال
فواعجباً لمَا صاغتة كاتي

لو اشتهرتْ ككاتبةٍ لقلنا
لها قلمٌ يذرّ المعجزات

ولكنْ حبها (سيليا) حَباها
مِن التبيان ألوانَ الهبات

فصاغت كل ما ترويه نثراً
فهل باتت تبلغ عن رُواة؟

وراعتْ عُمرَ طفلتها ، فكانت
تجافي النص يَعضل بالفتاة

ونوّعت المربية الأحاجي
كما تحتاط بعضُ الأمهات

لأن البنت إن ملتْ ستنأى
وتمعنُ في سراب الإنفلات

فما نفعُ المواعظ والحكايا
إذا افتقرتْ إلى سَمت الأناة؟

ودققتِ الحقائقَ باتئادٍ
وزايلتِ الهُرا والترّهات

وراجعتِ المصادرَ كي تُصفِي
بضاعتها مِنَ الخطأ المُواتي

فجاء النصّ مُنضبطاً بليغاً
بعيداً عن أغاليطِ النحاة

وخلوَاً مِن خرافات الروايا
وجاوز - في الرؤى - خبط الهواة

فمن يقرأ لكاتي باهتمام
سيهتف: تلك إحدى الكاتبات

ألا في ذمة التاريخ عَشرٌ
من السنوات مرّتْ مُسرعات

وكاتي في السني روَتْ وجادت
وخطتْ ما حكته بلا افتئات

لتقرأ كل أم ، ثم تروي
كمثل الأمهات الأوليات

على نهج الرسول بلا انحراف
لتصبح مِن خِيار الوالدات

وتأخذ حكمة سِيقتْ إليها
وربّي ، تلك خيرُ الأعطيات

موافقة كتابَ الله قطعاً
وسُنة (أحمدٍ) خير الهُداة

ولا تعنَى بمصدرها كثيراً
كما يوصي بذا خيرُ الدعاة

وفي قول النبي الحُكمُ فصلٌ
يُقيم - على الجواز - البينات

ليلتقط الموحد كل قول
يقدمُ حِكمة ، لو من غفاة

هو الأولى بها من أي فردٍ
لذا قلتُ اقرأوا ديوان كاتي

© 2024 - موقع الشعر