ألا يا صريع الدنيا - أحمد علي سليمان

يا صريعاً يجني الشقا والعذابا
والبلايا ، حتى أضاع الشبابا

صَيّرته الأموالُ وحشاً هصوراً
فإذا بالدنيا تصير خرابا

أي معنىً للعيش إما تدنى
وبدون الإيمان يُصبح غابا

وعبيد الأموال شر البرايا
وعباد الرحمن خيرٌ ثوابا

صاح فاسلك سبيل أهل المعالى
واتبعْ هَديَ المصطفي والكتابا

وامتثلْ ما قال المليكُ ، وأحسنْ
ربما أدركتَ المُنى والصوابا

عنكَ ليست تُغني الدنانير شيئاً
فلماذا تسيل منك اللعابا؟

كم جمَعتَ فما قنِعت ، ولكنْ
عشت تهوى - بين الأنام - السرابا

فلمن أموالٌ جمعتَ وعز؟
صاح وضّح لذا السؤال الجوابا

صرعتْك الدنيا ، فبت أسيراً
ونسجتَ فيها الطيوف العذابا

ورمتْك منها بداء التدني
والأماني ألقتْ عليك الحِرابا

ونصِحت فما ارعويتَ لنصح
وكأن - على الفؤاد - حجابا

وضحايا الدنيا جَنوْا كل شر
ودَمار ، إذ ألهوا الأسبابا

وعبيد الدنيا رمَوْا كل ذكرى
ثم كالوا – للواعظين - السبابا

© 2024 - موقع الشعر