لكل نبأ مستقر - أحمد علي سليمان

أيقنتُ أن القارعة
فيها العقوبة رادعة

فيم البكاءُ بمقلةٍ
تنعي الرزايا الشائعة؟

ذبُلَ الفؤادُ كزهرةٍ
بالأمس كانت يانعة

واليوم أذبلها الجوى
فغدتْ تولولُ خاشعة

يا قلبُ كفكفْ عَبرة
هي في البلايا راتعة

واحقنْ دماءك ، إنها
لك في الصبابة شافعة

صُنها ، ولا تكُ عابثاً
خلِّ الدموع الخانعة

هلا اعتبرتَ بما جرى
لك في الخطوب الفاجعة؟

ولكل حي منتهىً
واقرأ لذاك القارعة

يا نفس مَن لكِ صابري؟
كوني برزقكِ قانعة

فُضلتِ بالحق ، اعلمي
إذ فيه رمحُكُ قاطعة

كُرمتِ عن خلق يُرى
فنهضتِ ، كنتِ الطائعة

وقضيتِ دهراً في الهُدى
فلم الطيوفُ الخادعة؟

ولم التقهقرُ صارحي؟
ولم القوافي الدامعة؟

ولم القريضُ مُضرّجٌ
يشكو عذاب الفاجعة؟

أرَزَ الثباتُ كما الثرى
في الواحة المتصارعة

لكِ في الصحابة أسوة
يا نفسُ كوني سامعة

كانوا شموساً في الدنا
كانوا نجوماً ساطعة

هم قدوة لمن اهتدى
ولمن يريد متابعة

ولكل نفس حتفها
ولسوف تأتي الواقعة

© 2024 - موقع الشعر