غَسان حمدون مفسِّرا - أحمد علي سليمان

وما العلم إلا من تقاة المقاصدِ
ويصبح أنقى بارتصاد الشواهدِ

ويبلغ بين الناس أسمى مكانةٍ
عليمٌ بدين الله جمُّ المحامد

و(غسان) في التفسير أبلى بلاءه
وأرسى بهذا السفر أقوى القواعد

فأرسل في الآفاق مِن نسماته
شذيً ينفع الذكرى بعذب الفوائد

وحقق آراء الرجال مُفنداً
وغسان في التحقيق أفضلُ ناقد

ودقق في الأفكار لما تضاربت
ليسلم من أهل الهوى والمصايد

ونقّح تنقيحاً أقاويل غيره
ليجتنب الأستاذ فتنة جاحد

ولم يتعمد هضم حق لسابق
فهضمُ حقوق الغير أعتى المفاسد

ولم يختصر كيلا يُخل بفكرةٍ
وأعطى إحالاتٍ كمثل القلائد

ولم يستطل في الشرح والبسط ، إنه
توسّط في إيراد أحلى الفرائد

ولم يرتجل قولاً بدون تثبتٍ
وجافى غريب القول مثل الشوارد

وأسقط آيات الكتاب على الدنا
ليعلم كل الناس أحلى المقاصد

فبارك ربي جُهد فذّ موحدٍ
وجنبه الدنيا وأحقاد حاقد

فقد فسَّرَ القرآنَ يرجو ثوابه
ومدّ لنا - والله - أشهى الموائد

© 2024 - موقع الشعر