عندما تشفع الدموع - أحمد علي سليمان

زوجان كلٌ طوى إحساسَه الخجَلُ
ودمعُ كلٍّ سحابٌ غائمٌ هطِلُ

وللبكاء - على التفريط - مَسكنة
وكم يجُر - إلى وخز الجوى - الزلل

والانتحابُ - على الإفراط - مَنقبة
عِمادُها الجدُ والإخلاصُ والأمل

والاعترافُ بذنب المرء يرفعُه
بين الأنام فلا تراه يُبتذل

وكم تزول بذكر الله مُعضلة
مِن هولها قال كل الناس: ما العمل؟

وكم بدمعتها نالت موفقة
رضا المليك ، فهان العائقُ الجلل

وعاهدت ربها أنْ لا تخادعه
إن التي تخدعُ الديانَ تنخذل

وفي المحاكم آياتٌ لمُعتبر
يشوبُهن الخطا والغش والخطل

وللخلافات - في آفاقها - أثر
تحتدّ ، ثم يكونُ الغبنُ والفشل

وللشياطين - في إضرامها - فِكَرٌ
والمُغرضون لهم - في كَيلها - حِيل

وتحرقُ الدار ، لا تُبقي على أحدٍ
فكلُ فردٍ بنار الطيش يشتعل

ويطفح الحقدُ في أعيان عائلةٍ
ويكثر الغِلُ والإيقاعُ والجدل

ويشفعُ الدمعُ إن عادت لنجدتها
زوجٌ تمكّن منها الخوفُ والوَجل

حتى يُسامحَها بعلٌ تُصارعُه
خطى الحياة ، كأن العيشَ معتقل

إن الحياة - بغير الحب - ما اكتملتْ
وبالمَحبة نقصُ العيش يكتمل

© 2024 - موقع الشعر