بين متعلم ومتعالم - أحمد علي سليمان

أيها الصائلُ بالرأي الأفينْ
زايل الأضغانَ والحِقدَ الدّفينْ

لم تزلْ بالكيد تغتال الهُدى
مُشْهراً سيفَ الأذى في كل حين

قانعاً بالجهل والسوآى معاً
ساخراً مِن كل عِلم مُستبين

مُؤثراً حُمقك ، لا تلوي على
مَبدأ الذكرى وصولاً لليقين

مُعجباً بالرأي أملاه الهوى
مُهدراُ عِلم التقاة الأولين

أنت لم تقرأ كتاباً خطه
عالِمٌ - بالشرع - نحريرٌ أمين

أنت لم تدرسْ ، لماذا تدّعي؟
ثم هل تغني - عن العِلم - الظنون؟

أنت لم تفقه ، ولمّا تلتمسْ
بين خلق الله مِن علم رصين

أنت بالتشكيك كم كِلت الأذى
ناشراً في الدرب ألوان المَنون

كم بجهل منك رُدت حُجة
ساقها للخِب مِقدامٌ رزين

كم بطيش منك نيلت سُمعة
وبزورٍ قلت كم دُكت حصون

كم نثرت الشوك تسقيه الدما
غارساً - في الساح - أصنافَ الفتون

لابساً ثوبَ التسامي للعُلا
ناسياً خلقك مِن ماءٍ مَهين

فاهجر الكِبر ، وكنْ مسترشداً
فاز مَن لله ربي يستكين

© 2024 - موقع الشعر