عابدٌ مفترىً عليه! (الحسن البصري) - أحمد علي سليمان

لا لن أمُنّ بتبييني وإيضاحي
فالأمر خُصّ بأفذاذٍ وشُرّاحِ

والعبقريّ - على التوحيد - منهجُه
وليس يحتاجُ مِن مثلي لأمداح

كم جاهد الفذ أهلَ الزيغ محتسباً
وردّ تضليل أهل الفسق والراح

وعَلمَ الناس ، لم يبخلْ بمعرفةٍ
وخصّ ما استفسروا عنه بإيضاح

ولم يكن ذلك (البصريّ) مبتدعاً
ولم يُقمْ مَولداً - حاشاه - في الساح

ولم يبعْ - لذوي السلطان - مِلتهُ
ولم يُقرّ لمن ضلوا بإصحاح

ولم يُؤصّلْ لأورادٍ مُلفقةٍ
تُتلى بإمساءِ مَن تاهوا وإصباح

رأيتُ في (الحَسَن البصْري) مدرسة
تسعى لنشر الهُدى وبسط إصلاح

قد نال منه الألى – والله – ما فقهوا
وسار أشياخهم مسيرَ أشباح

قد افترَوْا كذباً على مُعلمنا
ومن أضاء الدجى - صدقاً - كمصباح

وعاقب اللهُ من ينال سُمعتهُ
مِن كل مُجترئ معربدٍ لاحي

إن الذى خلف (البصريّ) مِن كتب
غذاءُ أفئدةٍ تسمو وأرواح

فلن يُضار بما يقول مَن هزلوا
وهل بَناتُ الثرى تُزري بأدواح؟

يا أيها (الحَسَنُ البصري) نحْنُ لها
نذودُ عنك بشعر – جدُّ – صدّاح

© 2024 - موقع الشعر