طبيبة تعترف! (أريد كلمة ماما) - أحمد علي سليمان

مقالة بديعة جليلة
وقصة صريحة نبيلة

عن الطبيبة التي تعاني
وتبتغي لربها الوسيلة

وتشتهي أمومة تناءتْ
وأصبحت بذاك مستحيلة

فما البداية التي تدَمِّي
أسىً على الضحية القتيلة؟

تقول للورى بكل صدق
أنا طبيبة النسا الأصيلة

درستُ طبّهن باجتهادٍ
وذبتُ في المَراجع المَهولة

سلكتُ - للعلوم - ألفَ درب
ومَذهب ومَنهج وحِيلة

وبعتُ للمضا سِنِيَ عمري
لكي أحقق المُنى الجميلة

وسرتُ نحو أمنياتِ قلبي
تقودُني مَطامحي البسيلة

يسوقنني - إلى العُلا - رفاقي
وتحتفي مضاربُ القبيلة

ونلتُ بعد فترةٍ مُرادي
فصرتُ - في قبيلتي - جليلة

وجاءني لخِطبتي رجالٌ
وجُلهم يُحَبِّذ الفضيلة

ويرتجي العفافَ في ديار
تراه في البناء بالحليلة

فقلتُ: لا ، دراستي وعِملي
سيأخذان فترة طويلة

وبعدها مضى قطارُ عمري
وصبوتي ، وشابت الجديلة

وولت الشبيبة ابتئاساً
وغارتِ المَدامع الكحيلة

وإنْ أنا نظرتُ في المَرايا
ندمتُ إذ تصرّحُ الوذيلة

بأنني مرقتُ مِن شبابي
وسرتُ في الدياجر الوبيلة

وعشتُ أنسجُ السرابَ ثوباً
به سترتُ غايتي الكليلة

وكنتُ أحسِبُ الحياة جاهاً
يُنال - بالشهادة - البجيلة

أقولُ: والمقالة اعترافٌ
لقد خسرتُ جوهرَ الفضيلة

حُرمتُ في النساء لفظ أمي
وكانتِ العقوبة الحصيلة

شهادتي أمومتي وطفلي
لأنها أمومتي البديلة

وبالوظيفة اقتنعتُ حتى
أضمّد الرغائبَ الذليلة

وبالعيادة ارتضيتُ عيشاً
وجدتني لظله خليلة

ألا خذوا عِيادتي ومالي
وصادروا دفاتري الهزيلة

وزوِّجوا العجوز في صباها
وبدّدوا همومَها الثقيلة

وأسعدوا فؤادها المُعَنى
ونفسَها الكسيرة العليلة

وجنبوا التعيسة الدنايا
وكل ما يقودُ للرذيلة

وأسمعوا الحَصَان لفظ أمي
تشوقني بلثغة الطفولة

© 2024 - موقع الشعر