سموم وهموم وغموم! (رسالة للمدمنين) - أحمد علي سليمان

منكم لقيتُ جزاءَ النصح نكْرانا
وكان نصحي - على الإخاء - برهانا

ما كنتُ أرجو - على وعظي - مكافأة
منكم ، ولم أنتظر للنصح أثمانا

خابت سجائركم ، واعتل صانعها
وذاق كيد العِدا ظلماً وعدوانا

هذي السمومُ ستُرديكم وتقتلكم
وليس تُبقي لكم - بين الورى - شانا

وسوف تجعل منكم عبرة شخصتْ
فأيقنوا - بالذي أقول - إيقانا

أما اتعظتم بما أملاه واقعكم
من الحوادث تُصلي القلب نيرانا؟

أما اعتبرتم بما الأرقام تحمله
من الحقائق - فيها - الصدق قد بانا؟

أما ارتدعتم من الأخبار مؤذنة
بفتنةٍ تجعلُ الحليم حيرانا؟

أما أتاكم - من الأنباء - أخطرها
وسردُها زادها كماً وتبيانا؟

تدافعون بلا علم ولا حجج
وتحملون لوا التبرير عنوانا

حتى افتريتم - على رب السما - كذباً
فقد أبحتم (مَداويخاً) ودخانا

وأصبح الموت تنيناً يُطاردكم
يُزجي البلاءات أشكالاً وألوانا

واسأل عن السرطان الميتين به
إذ أشعلوا تبغهم صُماً وعُميانا

لولا الدخان لما استشرتْ دغاوله
ولم نجد لهُوات التبغ إدمانا

ولم تسُدْ أزماتٌ تستبد بنا
ولم نعان بمن تُرديه أحزانا

ولم تزدْ ضرباتُ القلب في جسد
ولم تُفجر بضخ الدمّ شريانا

ولم نجد أحداً يشكو تصلب شر
يانٍ ، وقد أثخنتْ بلواهُ إثخانا

ولم نجدْ أحداً تزداد عِلته
ويمعن البؤس - في دنياه - إمعانا

ولم نجد بطلاً تُزوى شبيبته
إذ الشباب - على أصحابه - هانا

ناصحتُ يا قوم في سر وفي علن
ويَصلحُ النصحُ إسراراً وإعلانا

واللهُ يشهدُ لم أكتمْ مُناصحتي
وكم قصدتُ بما أرشدتُ رحمانا

© 2024 - موقع الشعر