سفانة - أحمد علي سليمان

أثنى النبيُ على ما قلتِ إكْبارا
وأشهرَ القولَ - في الأصحاب - إشهارا

فقد مَدحتِ بألفاظٍ ممجّدةٍ
قد أسفرتْ - كالصباح الغضّ - إسفارا

خطيبة تبهرُ العقولَ خطبتها
وإن - في لفظها الأخاذ - أسرارا

كأنها - في اختيار السجع - ناظمة
حتى غدا السجع - تلو السجع - أشعارا

وأوتيتْ - في بيان الحق - مَوْهبة
وفي الفصاحة مِقياساً ومِعيارا

وخصّها اللهُ بالإسلام تكرمة
فحازتِ المجدَ مِغزاراً وِمدرارا

طابتْ مَحاتدُها ، والدينُ جمّلها
وزادَها شرفاً يُرجَى ومِقدارا

أسيرة همّة الأحرار في دمِها
تجري دما طيّبَ الأعراق مِغوارا

و(أحمدُ) الخير قد أصغى لخطبتها
وقد أقرّ الذي قالته إقرارا

ما عاقها الأسر عن تذكير من أسَروا
وناولتهم عن (الطائيِّ) أخبارا

والكل أنصت - للأخبار - في شَغفٍ
وأكبروها بما قالته إكبارا

لكنْ (لأحمدَ) فيها رأي حكمته
فما النبيّ - معاذ الله - جبّارا

فقال عنها: فخلوا ، واحقنوا دمها
وأكرموها - ببذل الخير - مِكْثارا

فإن (حاتمَ) للأخلاق حارسُها
وللولائم يا كم أوقد النارا

لو كان أسلم أجزلنا الدعاءَ له
لكنما اتبع الطائيّ أحبارا

صلى عليكَ مليكُ الناس ما طلعتْ
شمسٌ ، وما فارق الظلامُ أسحارا

هذا هو الجُود ، لا جُوداً بمأدبةٍ
بما حوتْ يُكرمُ الكريمُ زوّارا

حقنُ الدماء وعِتقُ النفس مَكرمة
فلتقرأوا - عن عطا النبيّ - آثارا

سفانة الخير جُودُ المصطفى عَمَمٌ
وأنتِ جرّبْتِ ما أولاكِ أسفارا

حتى أتيتِ عَدِيّا تذكرين له
وتعْذِرين - إلى الرحمن - إعذارا

فجاء - في صدره - صليبُ مِلته
ولم يكنْ يُضمِر الجدالَ إضمارا

وبعدُ أسلم - للرحمن - ملتمساً
أن يغفر الربّ آثاماً وأوزارا

وبعدهُ أسلمت (سفانة) تبعاً
وأنذرتْ قومَها الغالين إنذارا

© 2024 - موقع الشعر