سارق الغنم

لـ أحمد علي سليمان، ، في الهجاء، 1

سارق الغنم - أحمد علي سليمان

هداديكَ يا من رميت الغنمْ
وخلّ الجوى والأسى والألمْ

أتفترضُ الخير في سارقٍ
بأعتى جرائمه مُتهم؟

أتجعل منه البريء الذي
قلا الفحشَ - بين الورى - واللمم؟

أتُعطيه سِرّكَ مُستغنياً
عن النصح يدفع عنكَ النقم؟

أتُلقي الأمان على ظالم
عديم الوفا خائن مجترم؟

أتُكْبرُ مستلئماً غادراً
وبين يديه تسوق الغنم؟

ليسلب منك القطيعَ ضحىً
وتأتي المحاكم كي تختصم؟

ألم تسأل النفسَ عن جهلها
بسَمْت التعامل بين النسم؟

ولم يكن الأمرُ مستغلقاً
عليك ، ولم يكُ بالمنبهم

لتسأل عنه وعن دينه
وتعلمَ ما عنده من قيم

لأن الخلائق ليست سَوا
ولا يستوي النذلُ بالمحترم

طبائعُ في الناس قد رُكّبتْ
فسبحان خالقهم مِن عدم

فأوصافُ أغلبهم تُزدرى
ويَلفظها كل فذٍ فهم

وبعضُ المخاليق في عِزةٍ
لأنهمُ في رفيعُ القمم

وبعضُ المخاليق في ذلةٍ
لئامُ الطباع ، لئامُ السِيَم

فكيف تساوتْ معاييرُهم
فلم تدر (كيف) ، ولم تدر (كم)؟

فلُمْ نفسك الدهرَ مستعتباً
لقد ينفعُ اللومُ قبل الندم

© 2024 - موقع الشعر