زورق العدم - أحمد علي سليمان

أَيا زَوْرَقًا فِي سَرَابِ العَدَمْ
تَرَفَّقْ فَإِنَّ الهَوَانَ احْتَدَمْ

وَإِنَّ الكِرَامَ لَفِي غَابَةٍ
تُظَللها عَائِدَاتُ النَّدَمْ

عَجِبْتُ لأَمْرِكَ مِنْ زَوْرَقٍ
تُحِبُّ السَّرَابَ ، وَتَهْوَى العَدَمْ

أَتَضْربُ فِي التِّيهِ يا زَوْرَقِي
وَفَوْقَ شَرَاعِكَ دُقَّ الأَلَمْ؟

أتَحْمِلُ قَوْمًا إِلَى حَتْفِهِمْ؟
أَلا إِنَّهَا أَزْمَةٌ فِي القِيمْ

فَتَحْمِلُ أُمًّا بِأَشْجَانِهَا
وَتَحْمِلُ شَيخًا بَرَاهُ الهَرَمْ

وَجِيلاً تَعَبَّدَ إِفْلاسَهُ
وَمَنْ لَيسَ يجْرِي عَلَيهِ القَلَمْ

تَكِيلُ لَهُمْ بِالمَصِيرِ الَّذِي
بُلِيتَ بِهِ فِي سَرَابِ النِّقَمْ

أَلا إِنَّ قَلْبَكَ ذُو رَحْمَةٍ
حَنَانَيكَ رِفْقًا بِهَذِي الأُمَمْ

لَعَلَّ كَرِيمًا بِهِمْ يحْتَمِي
وَهَذَا الكَرِيمُ طَوَاهُ السَّقَمْ

فَعِرْهُ المَجَادِيفَ إِنْ رَامَهَا
أَو انْزَلَقَت فِي البِحَارِ القَدَمْ

فَإِنَّا نَعِيشُ بِدُنْيا الهَوَى
وَحَتْمًا تُبَاعُ وَتُشْرَى الذِّمَمْ

عَلَى الحُرِّ جِزْيةُ حُرِّيةٍ
وَإِلاَّ سَيغْدُو بِهَا المُنْهَزِمْ

وَأَمَّا العَبِيدُ فَهُمْ سَادَةٌ
فَتَعْسًا لَهُمْ فِي حَضِيضِ السَّأَمْ

© 2024 - موقع الشعر