ربما حار الشعر! (ضم عمر مال فاطمة لبيت المال) - أحمد علي سليمان

تعاظم قدْركِ يا فاطمة
وباتت سجاياكِ نعم السمة

كأنكِ - في الناس - شمسُ الضحى
تبيد دجى الليلة الغائمة

هو المجدُ ، أنتِ ظفرتِ به
وحُزتِ المناقب مستسلمة

فإنكِ من بيت أهل التقى
لذا عشتِ طيبة مُكرمة

وكنتِ اتبعتِ هُدى المصطفي
فنعم التقية من مسلمة

وعشتِ مِن العيب في مَأمن
لأن رؤاكِ رؤىً مُلهمة

ومَن تجعل الدين منهاجها
تعشْ مِن دجى نفسها سالمة

وتسمو ، وتسبق أترابها
وعُقبى التقى طيّبُ الخاتمة

بصُرتُ بسيرةٍ صدّيقةٍ
بشرعة خير الورى عالمة

تناءى - عن الوصف - إخلاصها
وفي قلبها تُشرق المَرحمة

وكم تُتحف الكتْبَ أخبارُها
فليست مناقبها مُبهمة

وتاريخها شاهدٌ أنها
مُوفقة عَفة قيّمة

فما مثل هذي بتائهةٍ
فكل المعالي لها مَكرمة

مناقبُ أهل الهُدى جمة
فكم أسرجوا الخيل للملحمة

وكم شيدوا العدل صرحاً يُرى
لتُرجِع ممن بغى المَظلمة

وكم قد أضاؤوا دروب الورى
وكانت - بغيرهمُ - مُظلمة

وفاطمُ كانت على رأسهم
بنفس - ببذل الهنا - مُغرمة

تقيم الصلاة على شرطها
وتُمسي - لرب السما - قائمة

وتُؤتي الزكاة ، تجود بها
وتُصبح من ليلها صائمة

وتحنو على كل ذي حاجةٍ
وتُزجي المطالب كالخادمة

وتمسح دمعَ ضحايا الجوى
لكي تُذهب الصدمة المؤلمة

وتُزهق في الحق أموالها
وترجع رابحة غانمة

وتهوى التقشف مختارة
فليست على حُبّه مُرغمة

وربة ما قد رأت من رؤىً
وفي الخير ذاتُ رؤىً صارمة

وما رجعتْ في قرار لها
فإن لها عزمَة حازمة

وتحسم في الأمر تدرسُه
تبتّ بهمتها الحاسمة

يَحار القريضُ إذا ما نوى
مديحاً يَخص به فاطمة

فإن الصفات علا قدرها
وكل الحروف غدتْ مُعجمة

قد اعتذر الشعر عن وصفها
وألقى - على اللفظ - باللائمة

وكنتُ قبلتُ معاذيره
بنفس - على مدحها - عازمة

ومرتْ سنونٌ ، وكُلي رجا
بطرْق محاولةٍ قادمة

وطاوعني الشعرُ في غِبطةٍ
فكانت قصيدتيَ المُحكَمة

© 2024 - موقع الشعر