العروس - صالح مهدي عباس المنديل

ويلنگتون ١٩٩٩
العروس
 
تذكرت عهداً من لجين و لهيب الوجد
يسعر في دمي
اقبلت وشعرها كأرض السواد اثيث مثنى
به عقصات اسود فاحم
كأنها شمس المحاسن اشرقت
او كماء دجلة عند الغروب داعبته
نسيمات الصبى و هو نائم
لمعت من امواجه الأضواء كجنح الحمائم
او مثل نخلات العراق و زهر الانجم
او عتمة الليل الطويل في قرى العراق
تميمية من بني غسان ذو نسب
حرِّ متين الدعائم
لم تجد سهما تصيب به فتولني
بزرق العيون الحمائم
@@
 
رأيت في الحي بيضاء فارعة
هيفاء ذو خصر نحيلِ
ريّا المخلخل بانت عن مضاربنا
او بان حينٍ لم اراه طويلِ
ذكرتها عندما حان الوداع
و ثغرها يردد الإنجيلِ
لمياء من ظبى نجد كجيد المها
فًًي خصرها المفتولِ
مهلا لجين ما جمالك الا دولة
دالت ويوما تزولِ
كالأقحوانة في نيسان ندية
لابد لها يوما من ذبولِ
خلت منا الديار و أقفرت بيوم له
في الضاعنين عويلِ
غرثان من الوجد و شهدك
ما اليه يوما وصول
جفت دموعي من الأسى وما ذكرى
هواها اليوم الا رعابيلِ
ان في نيوزيلاند يا ابي وكذا اسميتها
ارض النزولِ
لعمرك انها ما زالت نزول في نزولِ
@'
رأيت في الحي بيضاء فارعة
هيفاء ذو خصر نحيلِ
@
تعانقها في الحي كل جميلة
و حولها من خيرة الشبان غير قليلِ
في منتزه الحي انسٌ و غبطة
و نياح في ديارنا و عويلِ
ما كدت ادرك ان لجين تحبنى
حتى تفوهت برضابها المعسولِ
لو خيرتني ما اخترت الا التي
فوق شفاهها اثار دمي المطلولِ
ودعتها و المقلتين امطرت وابل
اً على جوانب خدها المصقول
ترَكْتني ترتعد الفرائص في دمي
كما اقتتل الحيين من بكر بن وائلِ
 
@@
دگيت بابك يا وطن و انا الغريب ابابك
© 2024 - موقع الشعر