غريق في الفرات - صالح مهدي عباس المنديل

غريق في الفرات
١٩٨٧
من حيث لا ادري عرضاً تلاقيني
رمتني مقلتين خضرٍ
وشفاه مثل لون الأرجوان
ثم دهشة غشتني لثوانِ
سألت من انتي
و من اين جئتي
و لمَ انتي من دون الغواني
كلمة ثم ابتسامة
ثم منتني الأماني
لقياها اوهى مني الجوانح
صدفة القدر
و تغيير كياني
هكذا دخلت بلا ايذان
::
يكاد خافقي ان يطير
مثل عصفور صغير في عشه يزقزق
قدمت امه
التي لم يراها من زمان
يطير لكي يعانق امه
ليس حباً في الطعام
يعانق فيها اسراب الحنان
::
بات قلبي وجلاً مضطربا
لم يغشي عيني يومها الكرى
القلب يحلم بالمستحيل، ثم يصحو
مثل شهيد يستفيق فجأة
في خلد الجنان
يسألني الصاحب ماذا دهاك
ارى محياك وضاء بنور
و العيون ملأ بالأماني تضيئان
قلت هيفاء فارعة القوام
انسة سمراء …
ليس مثل كل النساء
اذا تبسمت ثغرها عقد من جمان
يضيء من محياها نور
و يتضوع الريحان
كلماتها تبهج خافقي الشقي
و العيون الخضر ليسوا ساحرا
بل ساحرتان
::
فؤادي فيها طرب
كانه امواج الفرات
جائت من بعيد
تعانق شواطيء العراق
و تنشر الندى ، عودة نيسان
انا ارى حولي فاتنة
صوتها اجمل من موسيقى الحان
حين تكلمني انغام و روان
لها خال في وسط الجبين
تكتحل فيه كل يوم اجفاني
حبها جمّل في نفسي
كل عناء
اراني كيف اكون و يكون الأنسان
ارى حولي في عتمة الليل نورا
وردا و اقحوان
ارى دنيايا اجمل من
عودة نيسان
 
:::
غريق في هواها
اخذت على حين غرة
دون رهان
ثم بعد حين
وجدت نفسي هائما
و انفرجت عني اعواني
لا ناصحا يسدي المشورة
غريق في امواج الفرات
لا مال لي لا بيت فيها
بلا عنوان
غريق في بحر الأحزان
مهلا يا حبي
لست اطيق الهجران
معذرة سيدتي
هذا العشق.
اتعسكِ و اشقاني!
معذرة سيدتي
يا فرحة عمري حبك
قد افل و ابكاني
معذرة فالدهر انستي
لن يبقى على الحدثان
وداعاً ثم وداعا ، كيف انسى
و ما بعد هذا اليوم سلوى
و كيف لمثلي
ان يودع الحور الحسان
ارثي الذكرى ماحييت
ليس في البكا فقط
بل تعابير البيان
كل ما في دنيانا ات و ذاهب
وذكرى الليالي عبيرا تضوعت
و يبقى اسى الحبيب
في البيان و الوجدانِ
اسى الحبيب وغلظة الزمان
سأبقى اسير حبكِ
و أسير اوهامي
و كيف للمجنون من سلوانِ
© 2024 - موقع الشعر