تصويب! (قصيدة أبي القاسم الشابي) - أحمد علي سليمان

إذا الشعبُ يوماً أراد الحي
اة ، وآمن بالخالق المقتدرْ

وحققَ أسباب ما يشتهي
هِ ، وسَلّم طوعاً لأمر القدر

سيُدرك في ذي الدنا المبتغي
وبين الأنام سيقضي الوطر

ويُصبح قدوة كل الورى
وكل الشعوب به تفتخر

ويهزم بالدين أعداءه
وإما قلى الدينَ لا ينتصر

وكل القيود سيكسرها
ويحيا يؤازر خير البشر

إلا إنها سُننٌ رتبتْ
فهل من بصير بها يَعتبر؟

سيُدركها مَن تأملها
وأرجعَ فيما حوته النظر

ولا لن يرى من فطور بها
سينقلب البصرُ المنحسر

جرت سُنة الله في خلقهِ
ودربُ الحياة بها مستمر

فمن جدّ في العيش نال المُنى
ومَن لم يجدّ إذن يندثر

وليس القضاءُ لنا خاضعاً
وهل مسلمٌ من تحدّى القدر؟

وما خطه الله يوماً لنا
سندركه في زوايا العُمُر

وما لم يَخط فليسَ لنا
أليس لنا الآن من مزدجر؟

© 2024 - موقع الشعر