بيت من زجاج - أحمد علي سليمان

القلبُ كالملح الأجاجْ
والحَيْف يجتاحُ الفِجاجْ

والعيش صعبٌ جلمدٌ
والعمر غشاه العَجاج

والمرءُ مجنوز النهى
وعدوهُ يجبي الخراج

متربعٌ في حزنه
والقلب - دوماً - في اختلاج

والصحبُ قومٌ كالدمى
صدقاً على قلبي سِماج

قِيمٌ تغشاها الكرى
بالرغم حطمها النعاج

ومبادئ تحت الثرى
بالكاد ينبشها الدجاج

وحنيفة تنعي الورى
بالأمس كانت كالسراج

واليوم أخفاها اللظى
عانت غياباً ، والشجاج

ومرافيءٌ مأسورةٌ
هاج الأذى فيها ، وماج

وحواضرٌ ضاعت سُدىً
وكواعبٌ مثلُ الزجاج

عانيْن من فرط الجوى
وشقيْن من بُعد الزواج

وحناجرٌ مأجورةٌ
كم ذا تردتْ في اللجاج

والفجر مخنوق اللوا
ألفجر يقظتنا انبلاج؟

والبدر أعياه الخنا
ومضى المُداوي ، والعلاج

وضمائرٌ بيعتْ بلا
ثمن ، ولا الملح الأجاج

ومشاعر مصنوعة
من درهم صيغت ، وصاج

أو من نفاق معلن
من سن أفيال وعاج

لا نوم ، لا استقرار ، بل
حتى الصلاة هنا خِداج

حتى متى متعبدو
ن لزورق يجري ، وتاج؟

حتى متى مستأسرو
ن بخوفنا ، وبلا انفراج؟

حتى متى موتى ، ولا
فرحٌ هناك ، أو ابتهاج؟

حتى متى صرعى ، ونح
يا في عذاب وارتجاج؟

حتى متى دين ودن
يا في انشطار واعتلاج؟

ضلت فئامٌ فرقتْ
يا قوميْ: كفوا الازدواج

© 2024 - موقع الشعر