المرتزقة والتطويع - أحمد علي سليمان

كم يَعقر الهَدْيَ مأجورٌ ومُحترفُ
وكم يُضِل عبيدَ الله مُنحرفُ

وكم ينال - من التوحيد – مُرتزقٌ
وبُغيةُ النذل من تحريفه العلف

وكيف تصدع بالتبيان حنجرة
من العمالة للشيطان تَغترف؟

تُرصّع اللفظ بالترخيم تُلبِسُهُ
ثوبَ العفاف ، فلا تلقاه يَنكشف

تَكسّبٌ وهنتْ أوتادُ حبكته
ولا يزال - على جدرانه - صَلَف

وفي التحدّي رؤى آفاقِه اهترأتْ
وليس بالخيبة النكراء يَعترف

وليس يَركبه يوماً أبو لهب
وأهلُ نحلته لمن طغى خَلَف

يُدجّلون - على الدنيا - بباطلهم
ولا طموحَ لهم يسمو ، ولا هدف

ويَصرفون الورى عن نور شِرْعتهم
وخائرٌ العزم عن تقواه يَنصرف

لهم عمائمُ قد لُفت على دخن
وليس في ظلها عِلمٌ ولا شرف

وليس يَردعهم عن غيهم ورعٌ
لأنهم عن سَنا قرآنهم صَدفوا

والارتزاق بآي الله مَخببثة
يأبى الركونَ لها مَن للهدى عرفوا

ولا يبيعُ وليُ الله شِرعته
ولا تراه - مع التيار - يَنجرف

لكنّ أهلَ الهوى توحّدوا زُمراً
وفي صفوف طغاة العصر قد وقفوا

وأشهروا في ولاء البغي بيعتَهم
وطوعوا الآي للأهواء ، واعتسفوا

وجَمّعوا مِن عَطا الفرعون أرصدة
وبالعمالة - في أصقاعِه - التحفوا

وحاربوا الحق في سرٍ وفي علنٍ
وعززوا الكيد ، خاب الجورُ والجنف

وضللوا الناس في فتوى متلفزة
وضمنتْ زيفهم - بين الورى- الصحُف

وأمسكوا برحى التحريف ، وانطلقوا
وعن يهود الردى - بالله – ما اختلفوا

وأعلنوها أباطيلاً منمقة
يَقودها مُجرمٌ مستكبرٌ خرف

الله أكبر ، ماذا خلفَ هجمتهم؟
لا بد أن يغلب الهتافة الحَنَف

مهما تواطأ أهل الشر قاطبة
فسوف يسحقهم في المحنة الشظف

فلا تقوم لهم - في الدار - قائمةٌ
ولا يكون لهم - في الأرض - مُنعطف

فهم ذبابُ الورى ، يأوي لمَزبلةٍ
تشوقُه - عبرها - الأرجاسُ والجِيف

وهم دهاقنةٌ شادُوا خنادقهم
تلك التي في ذرى أركانها اعتكفوا

وسوف تغدو بهم قبراً يموج بهم
ولا يكون - على تشريدهم - أسَف

© 2024 - موقع الشعر