العقيدة لا تتطورالبتة - أحمد علي سليمان

إن العقيدة - جدّ - لا تتطورُ
والدينُ - يا أقوامُ – لا يتغيرُ

من يوم جاء إلى البسيطة آدمٌ
وعقيدة التوحيد صُبحٌ مُسْفر

لعبادة الرحمن قد خلِق الورى
والجنُ ، والآياتُ ليست تنكر

ومواكبُ الرسُل الكرام بها أتت
والأنبياءُ - بذي العقيدة - بَشّروا

فمَن استجاب فمِن ضلالته نجا
والأنبياء عن الضلالة أنذروا

لم يبحث الإنسانُ عن معبوده
هذا - لعَمرُ الله - بئسَ المنكر

إذ فطرة الإنسان تعرفُ ربها
والعقلُ يشهدُ ، والجوارحُ تخبر

ومشاعر الإنسان تلهجُ دائماً
ولسانه في كل حين يذكر

وعواطفُ الإنسان يعصرُها الصدا
وتبيتُ - مِن نفحاته - تتعطر

وخواطرُ الإنسان تدركُ ما الهُدى
وبحبها - لله - دوماً تفخر

فلمَ التخرصُ والتخبط والغبا؟
ولم افتراضُ تطاول لا يخطر؟

ولمَ التسكع في متاهات الهوى
يا ناسُ لا تغلوا ، ولا تتبطروا

لمَ تدَّعون تدرّجاً وترفعاً
الدين – يا جهلاء – لا يتطور

وتبدّلُ الشرع المنزل ممكنٌ
والأمرُ في قول النبي مقرر

لكنّ دين الله قطعاً واحدٌ
والجزمُ في كتب الحديث مُسَطر

لمّا يكنْ إلا المهيمنُ خالقاً
يا قوم مِن قدر المليك تفكروا

وتأملوا التحريفَ ، أنتم أهله
وتمهلوا في الحكم ، ثم تدبروا

إني أراكم قد جعلتم طوطماً
رباً ، فهل ينهى الأنامَ ويأمر؟

وهل الكواكبُ والنجومُ مليكة
أمست على خلق الإله تسيطر؟

لمَ الاعتدادُ بقول مَن لفظوا الحِجا
وبما ارتأى أهل الهوى واستأثروا؟

لا تفتنوا يوماً بمذهب مُلحدٍ
إني أرى أمثالكم لن يُعذروا

توبوا إلى الرب الغفور ، وأحسنوا
ومِن التقرب – بالمثوبة - أكثروا

© 2024 - موقع الشعر