الصديق المخذول - أحمد علي سليمان

يا أيها القلبُ الحبيسْ
أعياكَ إيلامٌ بئيسْ

خذلَ الصديقُ ، وأنت في
أوج التعاسة والنكوس

والخذلُ أقذرُ عادةٍ
يعتادها المرءُ الخسيس

إني ابتليْتُ معارفي
وزعمتُ أنهمُ الشموس

فوجدتُ أكثر مَن عرف
تُ يصب خذلي في الكؤوس

ويُصيبني بالخذل ، هل
أمسى التخاذل كالطقوس؟

عانيت من خذل الصدي
ق ، ولم أخن ، وطغى الوطيس

فتحرقتْ بالكيد رُو
حِي ، والفؤادُ غدا الحبيس

في النار- دوماً - يكتوي
والحقدُ كم أدمى النفوس

والصدقُ غال ، والوفا
والعز في الدنيا نفيس

والحر عان دهره
أبداً تغشّيه النحوس

والخذل نار في الدنا
عاتٍ تضرمُها بئيس

نار على كيد الخؤو
ن فظيعة ، ولها مسيس

وسيكتوي بالنار ك
ل مُخذل ، نذل عبوس

كنا حبيسَيْ فكرةٍ
وتصور ، رغم الدروس

حتى إذا خان الصدي
ق صديقه ، ذهب الأنيس

وتحولت كل الدنا
كهفاً ، كأشباه الرموس

وتحوّلَ الأصحابُ صر
عى مثلما ترعى التيوس

كل الذي يجري تس
ببه الضغائنُ ، والفلوس

متْ في جحيمك لن أكو
ن لك الصديق ، أو الجليس

لا تأت لي ، كلا ، فقُرْ
آني غدا نعم الأنيس

أنت الذي أوديت بالإ
نسان ، والقلب التعيس

حولتَ عُرسيَ مأتماً
وطعنتَ خاصرة العروس

شوهتَ سُمعة ماجدٍ
ولك الدعاية والمُكوس

مِن فرطِ ظلمكَ للورى
أودعتَ فكرتك الرؤوس

يوماً تدور عليك دا
ئرةُ الأسى ، يا ذا اليؤوس

© 2024 - موقع الشعر