الربيع الضاحك - أحمد علي سليمان

تبارك ربي القديرُ البديعْ
ومَن أودع القلب حب الربيعْ

تضاحك في الكون مثل الهوى
ففاق الهوى ، وابتسامَ الرضيع

وأرجحه الشوقُ نحو الصدى
فعطر بالصحو كل الربوع

وأينعتِ الأرضُ في ظله
وأوراقُ أشجارها ، والفروع

مُحيّاه في الناس مثلُ الغنا
ترفرف نفحاته في الضلوع

كأن الربيع بمنديله
يُجفّف في وجنتيَّ الدموع

وأمسى حنوناً بأفراحه
ونوَّر درب الدجى بالشموع

تحبكَ كل الدنا والورى
ويهوى نداكَ الرطيبَ القطيع

ولي فيكَ من ذكريات الصبا
جمالٌ ظريفٌ ، زكي الينوع

سنا الأمنيات كمثل الحُدا
على جانبيها انفعالي صريع

أحب الربيع ، وأهوى الندى
ولي بازدهار الروابي ولوع

ربيع الفؤاد انتعاش الهُدى
فكيف ربيع حياتي يضيع؟

ربيع الحنيفة خيرٌ لنا
إذا أحرق القلبَ غدرُ الجميع

إذا كان في العمر من فرحةٍ
علاها الربيعُ ببرد الخشوع

ربيع الحياة رضا ربنا
لقد فاز من يصطفيه البديع

إذا رضي الله كان المضا
وزال القنوط الأليم المُريع

ومن يعرفِ الحق يسعدْ به
ولو بين - كل الأنام - يجوع

هو الحق مثلُ الربيع الذي
يبيد الظلام بعز السطوع

فيسطع كالشمس فوق الدنا
ألا إنه - بالتحدي - رفيع

وإن كان في القلب نور الهُدى
لقد يشبه النورُ عطرَ الربيع

ربيع الحنيفة ولى ، مضى
ومن سُنن الله عَودُ الربيع

ويوماً سيضحك في أرضنا
حقيقٌ بهذا الربيع ضليع

فجرتُ بقلبي صنوف الهوى
فخان العهودَ الرفيقُ الخدوع

وباع المحبة للمُشتهي
وآثرتُ فقري على أن أبيع

© 2024 - موقع الشعر