الجمال الرخيص - أحمد علي سليمان

النارُ فوقك مُضرَمة
والحربُ حولك مُجرمَة

أوَما شعرتِ بما جرى؟
مَن ذا يرد المَظلمة؟

وجمالك الغض اكتوى
بلظى العيون المُغرمة

ونثرتِ حُسنكِ في الورى
وكأننا في مَلحمة

وخرجتِ عن كل الحيا
وفجرتِ بلوي العَولمة

لو طبّق الفرقانُ ما
قامت لمثلكِ حَمحَمة

لكنما عُبدَ الهوى
والدعرُ أول سُلمة

رخصَ الجمالُ ، فهدئي
مِن روع حيرى مُعدِمة

والنفسُ مَلّت ما ترى
مِن موبقاتٍ مُؤدمة

مِن كل ساقطة الردا
والوجهُ مثل الحَوجَمة

مِن كل فاقدة الحيا
في الترّهات المُظلمة

يا فتنة تئد الحِمى
كُفي الدعاوى المُبهمة

حواءُ منكِ بريئة
وكذاك طهرُ المُسلمة

حواءُ طهْرٌ قلبها
ونقاءُ عِفتها سِمة

ليست تبيعُ عفافها
هي حُرّة ، ليست أمة

والعِرض غال ، والهُدى
والحالُ هذي مُؤلمة

إبليسُ أوقد نارها
حتى غدتْ متفحمة

وأمام كل وضيعةٍ
دنيا تعربد مُحجمة

مُتيسرٌ كل الهوى
ودروبُه مُتنغمة

ما بين مقروءٍ ومس
موع تدور الخندمة

وهناك مرئيٌ بأب
شع صورةٍ متلئمة

رخص الجمالُ حقيقة
فيم اصطناع الهيمنة؟

وغدا التبرج مهنة
وله فنونٌ مُعتمة

والشهمُ مَن لفظ الخنا
وأبادَ ناراً مُضرمة

© 2024 - موقع الشعر