الأعاصير المطيرة - أحمد علي سليمان

طفّ البلاءُ وفاضت بالأذى النقمُ
وقرّنت - في لظى أصفادها - القدمُ

واحلولك الحالُ والبلوى لقد عظُمتْ
حتى رأيت عُرى الآمال تنفصم

وضاقت الأرض عن إيواء مبتئس
وضجت النفس إذ أودى بها العدم

حتى استجار - برب الناس - منكسرٌ
ممزق القلب أدمى عزمه الألم

لولا الخيانة لم تُجرَحْ كرامته
ولم تُحِط - بسنا إقدامه - الظلم

لولا (الأعاصير) دوت تجتني غده
مِن بعد ما انحدرتْ لرجسها الذمم

لولا أنانية الأرحام إذ فجرتْ
أواه أواه مما تفتري الرحم

لكنما أمل في الله منعقدٌ
ومَن بغى وطغى ، فالرب منتقم

وأكرم اللهُ مَن - في الكرب - لاذ به
وعاقب اللهُ مَن إيمانه اتهموا

والأزمة انفجرتْ مِن بعد شدتها
والكربُ - مِن ثِقل الآلام - ينحسم

واللهُ ينصر عبداً يستجير به
مَن كان صدقاً - بحبل الله - يعتصم

وللمصائب تفريجٌ يُصاحبُها
ورحمة الله لا تودي بها النقم

والغيثُ بدد ما الإعصارُ أحدثه
مِن الدغاول ، نعمَ الفضلُ والكرم

كما ترى الأرضَ بعد الغيث ضاحكة
كذاك قلبيَ - بعد الغوث - يبتسم

تبارك الرب مَن أقالَ عَثرتنا
ومَن يُطعْ أمرَه ، فليس يَنهزم

© 2024 - موقع الشعر