الإحسان أسمى عبادة! (أفعال تنصب مفعولين) - أحمد علي سليمان

المحسنُ من يُعطي الفُقرا
لا يعرفُ بُخلاً أو بَطرا

يمنحُ محتاجاً درهمه
كي يدفع إملاقاً عَسِرا

يهبُ المسكينَ بلا ضجر
كم قاسى المسكينُ الضجرا

يكسو العُريانَ ، ويَسترُه
غيرَ مُبال أن يفتقرا

يُلبسه من خير ثياب
تلفتُ من عاين ، أو نظرا

ويُسمّي الفقراءَ(نشامى
ويُصافحُ منهم من حضرا

ويزيدُ لهم في مِنته
وعلى رفعتهم كم سهرا

والصدقة لا تنقصُ مالاً
كم مال - بالصدقة - كثرا

والمحسنُ قد علم الدنيا
وبحال ضحاياها خبرا

وجد الآخرة هي الأولى
فاشتغل بها ، ولها ادّخرا

ودرى – بالحسنى - منزلة
يبلغها العبدُ إذا ادّكرا

ألفاها تعشقُ صاحبها
وتسوقُ الجنة والنهرا

وتعلم راغبها التقوى
درباً لا يَسلكُه سقرا

ويظن الخير بخالقه
ويحب الله المقتدرا

لا يزعمُ دنياهُ وطناً
إذ فتنتْ – بالوهم - البَشَرا

ويخالُ الخيرَ طريقته
فله يسعى ، وبه بَصُرا

حسب الأعمال موصلة
فتوقى السيء والخطرا

هو عدّ الإحسانَ سبيلاً
فسعى فيه ، وبه ابتشرا

واعتبرَ الحق ذخيرته
كي ينجوَ ، لا يُصلى سُعُرا

ما ردّ الله له طلباً
وذنوبَ العبد لقد غفرا

والمولى وعد أولي التقوى
أن يجنوا العِزة والظفرا

جعل الفردوس لهم نُزلاً
وأعدّ المَطعمَ والسُرُرا

واتخذ من الأمة شُهدا
إذ كانوا – في الطاعة - صُبُرا

صيّرهم في أطيب عيش
ينتظمُ البهجة والسمرا

تخذوا الغرفات لهم مأوى
ورأوْا حقاً تلك البُشُرا

والمولى أبدلهم داراً
يا فرحة محظوظٍ عَمَرا

فيها ما لم تره عينُ
وعلى قلب فتىً ما خطرا

فيها ما لا أذنٌ سمعتْ
ونعيمٌ أشرق وازدهرا

رباه أنلنا أطيبها
والحورَ ، ومن بعدُ الثمرا

© 2024 - موقع الشعر