أضغاث أحلام! - أحمد علي سليمان

هل كان لي فيكَ اختيارْ؟
حار الضمير ، ولا خيارْ

في الحُلم قد شط الجوى
من بعد ما انكشف الستار

ورأيتُ ما قد هالني
ورأيتُ قيدي ، والإسار

وسمعتُ صوتَ كآبتي
وسمعتُ زمجرة النهار

وسمعتُ زلزالَ النوى
وسمعتُ هرطقة الدمار

وعلمتُ أني حائرٌ
وعلمتُ تشويه القرار

وصحوتُ من نومي على
صوت المدامع والشرار

وإذا بصمتٍ هزني
وإذا القفارُ هي القفار

وطغتْ عليَّ مصائري
من واقعي كيف الفرار؟

يا شعرُ هل لي من دوا
غير الرحيل من الديار؟

يا شعر قلها ، لا تخف
كيف الرحيل عن الصغار؟

والحُلم هذا قاطعٌ
لقد احتوى قلبي الدوار

وصبابة لا ترعوي
في بحرها غرق المسار

وسعى يفتش عن حمىً
عجباً لأمواج البحار

تطوي الطيوف جميعها
وبها عذاباتٌ خِطار

ولها دلالٌ هائجٌ
يأوي إلى صمت المَحار

ومهاجر بين الورى
تؤذيه أناتٌ حِرار

متغربٌ في عالم
لفظ المروءة والوقار

يا أيها الحلم المُري
ب إلى متى هذا الشعار؟

حافظ - أيا هذا العقو
ر على الأقل - على الجوار

مادام أنك قسمتي
فاحقن غياباتِ العَثار

وارحل ، فإني بائسٌ
أبكي الحنيفة والعَمار

وإذا بقيت فإنني
لا ، لن أخوض رحى الغِمار

أضغاثُ أحلامي غدتْ
من بأس قلبي لا تغار

لو أنها تدري انجلتْ
وغدا فؤادي في ازدهار

© 2024 - موقع الشعر