اصبر وأنت البصير! - أحمد علي سليمان

كَفْكِفْ دَمْعًاً ، واشْكُرْ ربَّكْ
واحْمَدْ ، واسترجِعْ ، لا تَفْرَكْ

أنتَ المُؤْمِنُ ، أنتَ الواعي
إبليسُ عليكمُ ، هَلْ يَضْحَك؟

والمُؤْمِنُ دَوْمًا في بَلْوَى
أمرُ البلوى ليسَ بَمُرْبِك

فَلِمَاذا اليَأسُ ، ألا تعقلْ؟
إنَّ اللهَ مُفَرِّجُ كَرْبِك

فَارحَمْ نَفْسَكَ ، لا تقتُلْهَا
وكذلك ، لا تقْتُلْ قَلْبَكْ

يَا صَاح ، أدمْ ذِكرَ الرُّجْعَى
عجبًا مِنْكَ ، أتَشْكُو رَبَّك؟

في يُسْرِكَ تشكو ، وتُعاني
وكذلك سَمتُكَ فِي عُسْرِك

إنَّ اللهَ لَذُو مَغْفِرَةٍ
آستغفرتَ الآنَ لذَنْبِك؟

وتقولُ تعيشُ بلا خِلٍّ
كتُبُ السُّنَّةِ تَمْلأُ بَيْتَك

وتقولُ تموتُ مِنَ البَلْوى
أسرفْتَ الآن علَى نَفْسك

ويقولُ الناسُ على جَهْلٍ
تحتاجُ لمُعْجِزَةٍ عَيْنُك

ما كانَ اللهُ ليُعجِزهُ
مِنْ شيءٍ ، فلماَذَا نُشرِك؟

أنتُمْ أسبابٌ ، يا قَوْمي
لا تغلوا في الأَمْرِ المُهْلِك

وشفاءُ العينِ مِنَ المَوْلى
هُوَ مَنْ شَقَّ البَصَرَ ، وأَسْلَك

أَتْمِمْ ربَّ الكَوْن النُّعْمَى
وارزقْنَا الإِبْصَارَ بِأَمْرِك

© 2024 - موقع الشعر