أخو النمروذ من الرضاعة - أحمد علي سليمان

أبئسْ بفِريتك الحقيرة
يا فاقداً نورَ البصيرة

يا مُجرماً لبس التغابي
ثوباً ، وألبسَه السريرة

يا ظالماً أغرته دنيا
وسَباهُ دِينارٌ ولِيرة

مازلتَ تهذي دون وعي
وتلوكُ كذبتك المَريرة

وتسوقُ بعضَ مُبرراتٍ
كالكسْر يلتزمُ الجبيرة

وأبيتَ مَوعظتي ونصحي
ولفظت تذكِرة المُديرة

وظللتَ تخترعُ الحَكايا
زوراً على ذات الوتيرة

يا أيها النمروذ أقصِرْ
واكبحْ مَخارفك الحقيرة

واكبتْ غرورك ، أنت عبدٌ
واذكرْ إزارك والحصِيرة

عشْ عيشَ أهلك في قراهم
وانظرْ لأحوال العشيرة

ومعلموك فلا تقدْهم
نحو المَتاهات المُبيرة

كلٌ يُكِنّ لك التشفي
ويراقبُ الحِيلَ الخطيرة

ماذا حصدت مِن التجني
ومِن العقاب بلا جريرة؟

ماذا جنيت مِن التعدي
مِن بعد عرقلة المَسيرة؟

كم كِدت ظلماً وانتقاماً
وأراك تلتزم الوَتيرة

وكأنما (النمروذ) فينا
وله شرورٌ مُستطيرة

وهل الإدارة أن تحابي
مَن تصطفيه ، وتستشيره؟

أو أن تجاملَ مَن يُداجي
مِن كل مُفتقدٍ ضميره؟

يوماً ستلقى كل هُونٍ
والنفسُ تضرعُ مُستجيرة

والموتُ يَقصمُ كل عَاتٍ
ويُريهِ - في الأخرى - مصيره

© 2024 - موقع الشعر