عشر فوائد في الغربة والتغرب! - أحمد علي سليمان

غريبُ الدار تصقله البلايا
وتُكْسبُه تجاربَه الرزايا

ويُصبحُ بالتغرب عبقرياً
ويمنحُنا المواعظ والوصايا

ففائدة سياحتُنا بأرض
لنعرفَ ما تمر به البرايا

فإن سِحْنا تعلمْنا علوماً
بدون السِيح كانت كالخفايا

وثانية يُلقننا دروساً
وتلقينُ الدروس من الهدايا

وثالثة يُروّضُ كل نفس
على التصبير تطلبُه المنايا

ورابعة يُؤقلِمُ كل عزم
لكي يرقى ، فلا يأتي الدنايا

وخامسة يُنقي كل فكر
يُراوحُ في الضمير وفي الحنايا

وسادسة يُسلي مَن يُعاني
مِن الأحداث تعمُرُها البلايا

فإن سلّى يُسرّي عن كئيب
تُناوله كآبتُه الشظايا

وسابعة يُضِيف لنا جديداً
مِن الأخبار شاعت والقضايا

وثامنة يُعوّضُنا بقوم
عن الأهلين قد كانوا الرعايا

ويكفي أن يُعرفنا (النشامى)
لنصحبهم ، ويُعْلمَنا الخزايا

وتاسعة يُبلغنا الأماني
وكانت قبلُ تسكنُ في النوايا

وعاشرة يُذكّرنا بأخرى
فلا نغدو لدنيانا ضحايا

غريبُ الدار غربته منارٌ
يُعرّفه المناقب والسجايا

ويرشده إلى درب المَعالي
وإن لزومه أحلى المزايا

شَرقتُ بغربتي ، ومَللتُ منها
وكم عن غربتي ذِعتُ الحكايا

وكنتُ أظنها جرحتْ فؤادي
وعن غصّاتها قلتُ الروايا

وكنتُ أخالها هضمتْ حقوقي
فأكثرتُ التهاجيَ والشكايا

ولا ، والله ما أنصفتُ ، لكنْ
جهرتُ عن اغترابي بالخطايا

وإني الآن أعلنها صُراحاً
وأظهرُ ما كتمتُ من الخبايا

ألا إن اغترابي بابُ خير
له مني المودة والتحايا

وأذكرُ غربتي بجميل فعل
ولا أبقي مِن الذكرى بقايا

وأعطيها مِن الأشعار قِسطاً
وتلك قصيدتي أسمى العطايا

رأيتُكِ غربتي أحلى عروس
تدِلّ بحُسنها بين الصبايا

وأنتِ ولية لا يشتهيها
سوى مَن قد درى قدر الصبايا

ضحية جهله مَن يزدريها
وكم للجهل يا كم مِن ضحايا

ختامُ قصيدتي مدحُ اغترابي
جزاه الخيرَ خلاقُ البرايا

© 2024 - موقع الشعر