فصيح (إِنِّي رَأَيتُ) - أحمد بن محمد حنّان

إِنِّي انْفَجَرْتُ فَهَلْ هَنَاكَ دَلِيلُ
هَلْ تُوجَدُ الأضَّوَاءُ وَالتَّحْلِيلُ

هلْ لِانْتِحَارِي سَوفَ تُنْحَتُ صُورَةٌ
مِنْ صَخْرَةٍ يَقْتَصُّهَا التَّرْتِيلُ

أَمْ أَنَّهُ جَسَدِي كَأَشْلَاءٍ مَضَى
وَمَلَامِحِي لَمْ يَلْقَهَا التَّمْثِيلُ

فَلَقَدْ شَهِدْتُ بِأُمِّ عَينِي غُرْبَةً
مَا قَصَّهَا القُرآنُ والإنْجِيلُ

إِنِّي رَأَيتُ الصَّافِنَاتِ تَقَاعَسَتْ
وَينُوبُهَا حُمُرٌ تُسَامُ بَدِيلُ

وَرَأَيتُ لِلْخِنْزِيرِ وَجْهَ جَمِيلَةٍ
وَيَحُوطُهُ التَّقْدِيسُ والتَّقْبِيلُ

وَرَأَيتُ أَخْمِرَةً تُبَاعُ فَتُشْتَرَى
وَيَدُوسُهَا مَا بَعْدَ ذَلِكَ فِيلُ

وَرَأَيتُ سَبْعًا جُوعُهَا أَكَلَ الثَّرَى
عَطْشَانَةً تَرْجُو الصُّخُورَ تَسِيلُ

فَشَرَعْتُ فِي عَجَلٍ أَنَادِي بِالتُّقَى
فَسَمَا إِلِيَّ بِمِنْبَرِي التَّأْجِيلُ

وَصَحَوتُ فِي رُعْبٍ أُمَجِّدُ خَالِقِي
وَيَرُدُّنِي صَوبَ الرُّؤى التَّخْييلُ

وَعَلِمْتُ أَنَّي مَا اِنْفَجَرْتُ بِدَاخِلِي
لِيَرُوقَنِي التَّصْفِيقُ والتَّهْلِيلُ

فَالحِبْرُ يَنْعَي فِي الخَفَاءِ أَنَامِلِي
وَسَوَاعِدِي تَمْشِي بِهَا وَتَمِيلُ

24/8/2022
© 2024 - موقع الشعر