ضلال ما رأيت من الضلال - أبي فراس الحمداني

- ضلال ما رأيت من الضلال
معاتبة الكريم على النوال

2- وإن مسامعي، عن كل عذل،
لفي شغل بحمد أو سؤال

3- ولا والله، ما بخلت يميني،
ولا أصبحت أشقاكم بما لي

4- ولا أمسي يحكم فيه بعدي
قليل الحمد، مذموم الفعال

5- ولكن سأفنيه، وأقني
ذخائر من ثواب أو جمال

6- وللوارث إرث أبي وجدي،
جياد الخيل والأسل الطوال

7- وما تجني سراة بني أبينا
سوى ثمرات أطراف العوالي

8- ممالكنا مكاسبنا، إذا ما
توارثها رجال عن رجال

9- إذا لم تمس لي نار فإني
أبيت، لنار غيري، غير صال

10- أوينا، بين أطناب الأعادي،
إلى بلد، من النصار خال

11- تمهد بيوتنا، في كل فج،
به بين الأراقم والصلال

12- ومن عرف الخطوب ومارسته
أطاب النفس بالحرب السجال

13- وذا الورد المكدر جانباه
بما أوردت من عذب زلال

14- نعاف قطونه، ونمل منمه،
ويمنعنا الإباء من الزيال

15- مخافة أن يقال، بكل أرض:
"بنو حمدان" كفوا عن قتال!

16- أ "سيف الدولة" المأمول، إني
عن الدنيا، إذا ما عشت، سال

17- ومن ورد المهالك لم ترعه
رزايا الدهر ي أهل ومال

18- فإن يك إخوتي وردوا شباهاً
فأكرم موقف، وأجل حال

19- إذا قضي الحمام علي، يومًا
ففي نصر الهدى بيد الضلال

20- إذا ما لم تخنك يد وقلب
فليس عليك خائنة الليالي

21- وأنت أشد هذا الناس بأساً،
وأصبرهم على نوب القتال

22- وأهجمهم على جيش كثيف
وأغورهم على حي حلال

23- وأنت أريتني خوض المنايا
وضربي تحت هبوات القتال

24- فضربي من قتالك لا قتالي
وخوضي من فعالك لا فعالي

25- وفي إرضاك إغضاب العوالي
وإكراه المناصل والنصال

26- ضربت فلم تدع للسيف حدًّا
وجلت بحيث ضاق عن المجال

27- فقلت، وقد أظل الموت: صبرًا!
وإن الصبر عند سواك غال

28- ألا هل مكر يا أبني "نزار"،
مقامي، يوم ذلك، أو مقالي؟

29- ألم أثبت لها، والخيل فوضى،
بحيث تخف أحلام الرجال؟

30- تركت ذوابل المران فيها
مخضبة، محطمة الأعالي

31- وعدت أجر رمحي عن مقام،
تحدث عنه ربات الحجال

32- فقائلة تقول: جزيت خيرًا
لقد حاميت عن حرم المعالي!

33- ومهري لا يمس الأرض، زهوًا،
كأن ترابها قطب النبال

34- كأن الخيل تعرف من عليها،
ففي بعض على بعض تعالي

35- علينا أن يعاود كل يوم،
رخيص عنده المهج الغوالي

36- فإن عشنا ذخرناها لأخرى،
وإن متنا فموتات الرجال

© 2024 - موقع الشعر