مجـــرد ابتسامـة بين حبيبين! - أحمد علي سليمان

يومَ التقيتُ بمن أحب ليَ ابتسمْ
وسلامَه ألقى على قلبي الشبم

إن ابتسامته تبينُ ما احتوى
قلبُ الحبيب مِن الغرام المُحتدم

لم يَدْر أن القلب عانى بُعدَه
وكَوتْه نيرانُ التشوق والألم

وقد اعتراه الحزنُ من بعد الجوى
وفراقُ من أحببتُ من أعتى النِقم

وأراه يسألني بدون تحفظٍ
ويقولُ فيم الصمتُ أين مَضى الكَلِم؟

فهمستُ يقتلني الأسى في نبرتي
أنْ يا حبيبي دونك الكونُ ظلم

أنا مذ فقدتُك دمعتي ملتاعة
والدمعُ دوماً في فراقك ينسجم

وسجنتُ دمعي ، والجروحَ كتمتُها
لا عاذلاً يوماً بأخباري علِم

وتُدينُ دمعة عاشق أحواله
والعِشقُ كم أودى بصَب مُحترم

وأردتُ توضيحَ الأمور بدقةٍ
لكنْ لساني غاله فرط البَكَم

لازلتُ أذكرُ يوم مسّتْ كفه
كَفي ، وهمسُ الحُب فوّاحُ النغم

فأصابه سَهمُ الحيا مُتعرقاً
إن الحياءَ الجمّ من خير النعم

وأتى بوعظٍ طيب يُزْكِي الحِجا
قال: الزكيُ يُفيقُ إن زلتْ قدم

أخطاؤنا تُعطي الدروسَ مُبينة
ومَن استبانَ سبيله فليَستقم

وسيَغفرُ الرحمنُ زلة تائب
إن تابَ توباً قد تدثرَ بالندم

أنا ما كتبتُ لكي أبَرّرَ ما جَرى
لكنّ ظرفاً قاسياً دَفعَ القلم

سَلمتُ للرحمن أمْري راضياً
ليُصرّف البلوى عن النفس الحَكَم

© 2024 - موقع الشعر