خانك الغيث - أحمد علي سليمان

خانك الغيث ، لهذا ما هَمَى
فوقَ أرض العُرْب والأندلسِ

عودة الماضي أراها حُلما
أصبحتْ في قبضة المُختلسِ

هل يُعيدُ الدارَ فِكرٌ أو مُنى
أو خيالاتٌ رُؤانا تَرْسُمُ

نحن ضِعنا مُذ هجرْنا هديَنا
والدُجى وافى ، وغابتْ أنجُمُ

والديارُ اليومَ تَجْترُ العنا
لم يعُدْ طفلٌ - لديها - يبسمُ

تشتكي القوْمَ إلى رب السما
كيف جَدّوا في اقتلاع الأسُسِ!

هل يُحبُ النورَ مَن يَهوَى العَمى؟
ليس هدْيُ الله بالمُلتبسِ!

والأخ (المِحضارُ) يرجو عودة
ويُمَنينا بقلب مُثقَلِ

يا (ابنَ عبدِ الله) أرشدْنا إلى
مَنهجٍ يَرْقى بقلب مُثكَلِ

يرفعُ الناسَ ، ويُعْلي شأنهم
ويَقيهم من ضلالٍ مُبْطِل

واتباعُ الحق يُنْجي أهله
مِن مَصير مُرعِبٍ مُنتحسِ

إنما وحيٌ وشَرعٌ وهُدىً
ثم أحكامٌ تلِي مَن يأتسي

ولسانُ الدين بالأمس بكى
ومن الأحوال والدار اشتكى

وانبرى يُنشِدُ مِن شِعر الأسى
ومِن التاريخ أطيافاً حكى

واشتهى (المِحضارُ) نصراً عاجلاً
يا أخا الإسلام ما أعْجَلكا!

كيفَ ترجُو من سُكارى أن يَعُوا
ذهبَ السكْرُ بوَعْي الأنفس

والعقولُ - في الدنايا - حُبستْ
أي رُشْدٍ في حِجا مُحْتَبس؟!

طاعة الرحمن خيرٌ أملا
إن أطعنا اللهَ جُزنا السُبُلا

وانتصرْنا ، واسْتمتْ راياتُنا
وانطلقنا إذ أجَدْنا العملا

والبشاراتُ – على الدرب - زكَتْ
إن في المَقدور خَطباً جللا

سوف يَهمِي الغيثُ في شتى الدنا
ثم يمضي بالشقا المُرتكسِ

ويعودُ الحقُ والدارُ معا
ثم تُزوَى لوعة المُبتئس

يا لسان الدين يا نجماً خبا
بعدما أثرى اللغا والأدبا

عبقرياً عشت في دنيا الصدى
تنشدُ الشعرَ ، وتُطري العربا

من يُعارضْك سَمَتْ أشعارُهُ
تخذتْ من كل فن سببا

إنني عارضتُ مُشتاقاً إلى
فرحة الشعر بحالي التعسِ

وإذا حاولتُ مُعتزاً بكم
ليس لي في النظم ذاتُ النفَس

والدي (المِحضارُ) أثرى همتي
بقصيدٍ جَدُ عذبِ الأرجِ

يرسُمُ البهجة بسام اللمى
بالغاً فينا سُويدا المُهج

ناظراً للصبح يَغتالُ الدجى
طامعاً في فجره المُنبلج

يا عزيز النفس يوماً نرتقي
ونُرى في مَجدنا المُندَرس

مثل (حسانٍ) رأيتُ شعركم
يا ترى هل معْك (روحُ القدس)؟!

مناسبة القصيدة

(أنشدَ الشاعرُ الفذ لسانُ الدين بنُ الخطيب قصيدته المعروفة: (جادك الغيث) يسترجع أرج الذكريات ، وينعى لحال أمته وضياع مجدها التليد وذهاب الليالي الخوالي! ثم عارضه الشاعرُ النبطيُ إسماعيل بن عبد الله بن عبد الجبار بن مِحضار آل مِحضار – رحمه الله تعالى -. ويظل ابنُ الخطيب – رحمه الله - في عليائه ومكانته الشماء بين شعراء العربية الأوائل! وأظل في محاولتي البائسة اليائسة بين شعراء العربية الأواخر! فما أنا بالذي يسوي نفسه وقدراته بابن الخطيب! ولكنه شرف المحاولة يحدوني دائماً!)
© 2024 - موقع الشعر