فلسطين أشفقي علينا

لـ لطفي بن قاسم القالي، ، في الرثاء، 12، آخر تحديث

فلسطين أشفقي علينا - لطفي بن قاسم القالي

أطل على فلسطين
فألمح أرواحا
طاهرة فرحة
صاعدة مبتسمة
إلى السماء السابعة
والباكون على رحيلهم
مستبشرين
دموعهم نعم تسيل
لكن قلوبهم مطمئنة
موقنة بأنهم أحياء يرزقون
في الجنة فرحين
رجال فلسطين الأحرار
يبحثون عن الشهادة
والشهادة تبحث عنهم
كعروس تتزين لهم
وتتزين بهم
والزغاريد تزفهم
والتكبيرات تكبر الله
وتكبر ما كبره الله
وأغير زاوية نظري
لأطل على وطني
البعيد عن فلسطين
ألمح أرواحا كئيبة
صاعدة إلى السماء
تفوح منها رائحة الخوف
والسواد يحيط بها
كأنها جمر محترق
والباكون على رحيلهم
متوجسين
دموعهم جفت من العويل
وقلوبهم هرب منها اليقين
فالصاعد إلى السماء
مات مقهورا
مات يائسا
مات قانطا
مات معذبا
مات باكيا
مات حيا
قبل أن تشنق رقبته
لتفارقه روحه البائسة
وهي تنظر إلى المعصية
مدركة المصيبة
وهول الواقعة
لكن متأخرة
وفي منتصف السماء
تنظر إلى رب السماء
طالبة فرصة ثانية
لتعود إلى الأرض
وتتوب إلى الرحمان
وترضى بقضاء الله
وتصبر على ما كتبه الله
لعلها تغادر الأرض
وهي ضاحكة
مستبشرة بما في السماء
بما وعدها به رب السماء
يا فلسطين أشفقي علينا
فنحن نهرب إلى الموت
ولا يأتينا
إلا بأيدينا
فنرضي الشيطان
الساكن فينا
ونغضب الرحمان
ونكفر بالصبر
الذي خلق فينا
يا فلسطين
ابكي علينا
واذرفي دموع الحزن
وارثينا
فأبناؤك الرجال
تزفهم الشهادة إلى الجنة
خالدين فيها
وأبناؤنا التائهين
يحنطهم القهر
يزفهم الانتحار
إلى المجهول
تاركين جرح الفراق
في قلوب الأحبة
يا الله رحمتك
لمن يئس من رحمتك
وعفوك
لمن عصاك
ونحر روحه
هاربا من الدنيا
وما فيها
ليستقر في قبر الدنيا
منتظرا الصاعقة
وبعث روحه
لتقف أمام خالقها
فيا خالق الخلق
اغفر لمن غلبه الحال
وعصاك
ورحل عن الدنيا
بأعظم ذنب
متجاهلا حكمة
سبحان مغير الحال
© 2024 - موقع الشعر