قف بالعشائر - عبدالكريم العفيدلي

قِفْ بالعشائرِ وانفِرْ نَخوةَ العربِ
أين الخُيولُ وأينَ المجدُ بالكُتبِ ؟

أين الضياغمُ من معْدٍ وإِخوتِهم
أينَ المفقّرُ ، هل أَضحى من الخَشبِ

أينَ المنابرُ تَدعو وهي باسقةٌ
تُذكي الحَماسة بالأَشعارِ والخُطبِ

أينَ الكرامةُ في أَخبارِ من سَلفوا
هلْ زَوْرُوا النَّقلَ أم صَاغوهُ بالكَذبِ

ماذا سأَكتبُ والأوراقُ عاصفةٌ
تَقاطعَ الخَوفُ والأَفكارُ في عَتبي

أَرى المَيامينَ غَابُوا لاحَياة لَهمْ
واسْتَثْمَرَ الجِيلُ في "عُكَّازة التَّعبِ"

كُلٌ يقولُ : " أبيْ " ، فِيما ينَاسِبهُ
لاخيرَ فيمَن يقولُ : ذا بلاءُ أَبي

ولوحَجبتَ كِناهم عِنْدها بَرزتْ
مَعادنُ الناسِ من صِفْرٍ ومن ذهَبِ

عَباءَةَ الخَوفِ لم يْلبَسها من ذَهَبوا
قِفْ بالرؤوس وناجِ العِزَّ بالتُّرب ِ

تَسَابقَ القومُ فِيما لا يُجمّلُهم
وعَلقّوا الخِزي بالأَذقانِ والشُّنبِِ

صَبّوا الكُؤوسَ فلا خَسفٌ يُغلِّبهم
بَاعوا القضَّية بالمَوالِ و الطَرب ِ

خَانوا الجُدودَ وماصَانوا لهم ذِمما
وضَيّعوا الإِرثَ في لهوٍ بلا سَبَبِ

ليسوا الحَمائِلَ فِيما يَعملونَ بهِ
كأنَهمْ من بَني حَمّالةِ الحَطَبِ

أرى الدَواوِينَ تَبكيْ وهي صاغرةٌ
وتَستغيثُ بأهلِ العَقْلِ والأَدبِ

أَذلَّها صِبيةٌ في عُرفِهم ثَقُلتْ
فلمْ تَعدْ دَلةٌ تَزهُو على لَهبِ

ولمْ تعدْ جَفنةٌ للضيفِ لامعةً
وابنِ السَبِيلِ ،وحَلِ العَقدِ النشَّبِ

تَسَابقَ القَومُ للتَصويرِ يَحدُوهمْ
حُبُ الظهورِ ، وتَحليقٌ مع اللَقبِ

ويَنحرون خِرافَ الغَيمِ ،أَشجعُهم
من يجعل الدمَ لطاماً إلى الرُكَبِ

وياليتَهُم نَحروا خوفاَ تلبَّسهُم
وأَسرجُوا الخَيلَ للعَلياءِ والرُتبِ!.

© 2024 - موقع الشعر