أنا والقصيدة - مصطفى معروفي

دونت نفسي في ثنايا شعري
و رسمت عني صورة من فكري

لا الضعف في شعري يواريني و لا
إسفاف فكري في الورى بي يزري

أنا و القصيدة في مدارات المدى
تحتي وفوقي بالمعاني تجري

أنا عارض الأبيات أنسج ثوبها
شكلا ومعنى بالجزالة تغري

أعتام قارئها وليس معي سوى
حُور الحياة وخالصات التبر

أمشي بأبهة القصيدة تنبري
منها قصور للشذا و العطر

و يحاول المأفون ما تبخيسها
فيخيب خيبة ناطحٍ للصخرِ

إني لأحب الشعر شفافا له
شبه يطابقه ائْتلاق الدرّ

فدع القريض لمن يعظّم قدره
أوْ لا فأنتَ بذاك حامل وزرِ

للشعر عند العارفين طبيعةٌ
و الجاهلون لهم فسيح العذرِ

ومضة:
تعالوا

هنا معدن السر
ليس متاحا لكل أحدْ

هنا يخلع النخل فتنته
هنا في عيون الظباء

تنامى صهيل الأبدْ.
© 2024 - موقع الشعر