غزالة تأتيك - صباح الدين كريدي

غزالة تأتيك
 
من الوديان المعتمة
وأعماق الغابات
غزالة تأتيك
شمساً صغيرة
أهداباً ظليلةً
وأزاهير،
مشوقة بالفرح الصادح
بالشوق والأرجوان....
 
تنتظرها القلوب الحزينة
العيون أسيرة الصمت والذهول
قصيدة متوهجة بالأساطير..
تنبثق من أعماق البحر
جزيرة كاملة
خضرة وأغاريد.....
 
كيف تقول كلمتك العاثرة
أمام هذه القصيدة العاطفية
وهي تختصر عصوراً من الجمال البليغ
وأفراح لياليه القادمة
التي تتوهج أمام القلب المأزوم
كمهرجان ..
كيف تواجه قامة هذا الموت والافتتان
تفتح عينيك فلا ترى
الا فلولا من العشاق المخذولين
هائمين على الفلوات
إلى الزمن المستحيل
والرؤية المهلكة
والندم المفلول
على كل هذا العمر
خلف قوافل من الترهات؟‍
 
كيف تقول كلمتك الواهنة
أمام هذا البهاء الآسر
 
تتفرَّس مليَّاً زرقة هذا البحر
تقلب أوراقه واحدة واحدة
تقرأ سريعاً سطوره وما بينها
وجاهداً تكتم صرخة القلب
تلجم العاطفة.
البوح انتحار وشيك
والصمت طريق إلى خواء الصحراء....
 
يضعكَ الزمن هكذا
ودون مقدمات
أمام هذى الغزالة القادمة
على حافة الهاوية
يداك في النثر اليومي
وروحك فراشة
تجهد أن ترتفع إلى أبراج الضوء...
يجرفك كضغثٍ
فيضُ حياتك العزلاء
وبين الهنا والهناك
جدران واهية من دخان
ركام من توجس وتساؤلات
 
تقدَّمْ
بكل فلول شجاعتكَ
بكل أوهامك القاهرة
لتضع يدك ولو مرة واحدة
وللأبد
في سرُ هذا الماء
يلمسكَ شموخُ هذا العنق
تتوغل فيكَ عميقاً هاتان العينان
تنتشر في جسدك هذى الكلمة المقدسة
ثم لا تلوى على شيء
وأنت تتقدم إلى مصيرك المحتوم
 
 
****
© 2024 - موقع الشعر