ومُمهّد في الوكرِ - أحمد شوقي

ومُمهّد في الوكرِ من
ولدِ الغرابِ مُزقَّق

كرُوَيهِبٍ مُتَقلِّسٍ
متأزِّرٍ ، متنطِّق

لبسَ الرَّمادَ على سوا
دِ جناحه والمفرق

كالفحمِ غادرَ في الرَّما
دِ بقِيَّة ً لم تُحرَق

ثُلثاهُ مِنقارٌ ورأ
سٌ ، والأظافرُ ما بقي

ضخمُ الدِّماغِ على الخُلُوِّ
منَ الحجى والمنطق

منْ أمِّهِ لقي الصغ
يرُ منَ البَليّة ِ ما لقِي

جَلبَتْ عليهِ ما تَذو
دُ الأمّهاتُ وتتَّقي

قتنت به ، فتوهمتْ
فيه قُوى ً لم تخلق

قالت: كبِرْتَ، فثِب كما
وثب الكِبارُ، وحَلِّق

ورمتْ به في الجوِّ ، لم
تَحرِصْ، ولم تَسْتَوثِق

فهوى ، فمزِّق في فنا
ءِ الدارِ شرَّ ممزَّق

وسمعتُ قاقاتٍ تردَّ
دُ في الفضاءِ وترتقي

ورأيتُ غربانا تفرَّ
قُ في السماءِ وتلتقي

وعرفتُ رنّة أمِّهِ
في الصارِخاتِ النُّعَّقِ

فأشرتُ ، فالتفتتْ ، فقل
تُ لها مقالة َ مشفق :

تِ جَناحَه لم تُطلقي
تِ جناحه لم تُّطقي

وكما تَرَفَّقَ والِدَا
كِ عليكِ لم تَتَرفَّقي!

© 2024 - موقع الشعر