الممرات لا تحتوي عابريها - شريفة السيد

الممرات لا تحتوي عابريها
----------------------

(1)
كَانَ جمعٌ كبيرٌ

وأنتَ
تخاطبُهم

والحروفُ التي راودَتْني عن نفسها
ذات يومٍ

تصوَّفت الآن
فكّتْ

ستائريَ المُسدلات
(فصلَّى على شفتيكَ الكلام)

........!!
***

(2)
مِنْ نافذة الجسد

أطلتْ رُوحي
أدَّتْ

كلَّ طقوس العشق
-على كثرتِها-

بيْنَا كنتُ
أحاولُ

نَسجَ خيوط الطقس
الأول.....!!

***
(3)

أهديتُكَ
إحْدَى قصص الكاتبة المشهورة (س)

..............
في إهدائكَ لِي

لمْ أتصوَّرْ
أن حروف الأبجدةِ

الأولى
صارتْ خمسين..............!!

***
(4)

حِينَ طارتْ إليك الحُروفٌ
اسْتطالتْ

تقعَّر جزءٌ
وجزءٌ طواه انبعاجْ

لكي يحتوينا
بشكلٍ

(سيريالي).......!!
***

(5)
الطريق الذي أحدودبت فيه روحي

طويلٌ طويلْ
والسبيل

المُغطَّى بدائرةٍ مِنْ خشبْ
لم يعُدْ فيه ماءْ

حِينَ فاجأْتَني بالرَّحيل
كادَ قلبي يقفْ........!!

***
(6)

الحذاءُ الذي أرهقَتْه المسافةُ
يخشى الرجوع

اسْتحلَّ تمرُّدَهُ
إذ رماني بلائمةٍ

ثم ولَّى
يُتمتِمُ في لوعة المسْتميتْ:

(أنا المُخْطِئ المُهْتَرِئ)..........!!
***

(7)
في قاطِرَة الليلْ

اتَّفقَ المُرتَحِلُون علينا
أفْسَحَ لي قائدهُمْ

خلف مكَانِكْ
لم يدركْ

أنَّ أنامل كفِّكَ
- رغْمَ البُعدِ -

تسافرُ في أنحائي
تبحثُ عن مأواها........!!

***
(8)

كَانَ عليَّ
ابتكار أصابع أُخرَى

تليقُ بأنْ تحتويكَ....
وَلِي

أنْ أُغيِّرَ بعض ملامح وجْهِي
كما تفعل الفتياتْ

أنْ أُحرِّرَ شَعْرِي
لأغدو

كما كنتُ....
مِنْ قبل عَشْر سنينْ...!!

***
(9)

البناياتُ صامتةٌ
في المَمَرِّ القديم.. القديمْ

وثمَّةَ ضوءٌ ضعيفٌ
وبنتٌ

تخطِّطُ أرضَ الطَّريقْ
تَجَمَّعَ أصحابُها

إذْ نراها
كلاعبةٍ داهيةْ

فكيف اجْتيازُ الطريقْ
إذا ظلَّ كفِّي بكفِّكَ

في المُفْتَرقْ..!!
***

(10)
مثل سطوعِ الشمس مساءً

هكذا
أنتَ لِي

مُستحيلْ..........!
14/ يونية/ 1995

شعر / شريفة السيد
من ديوان / الممرات لا تحتوي عابريها

ط/ دار غريب / مصر
1996

مع أجمل وأرق أمنياتي
شريفة

© 2024 - موقع الشعر