في رِحَابِ القرآن .............. ( صوفية ) - شريفة السيد

الشاعرة شريفة السيد تهديكم:
 
 
في رِحَابِ القرآن
 
 
هُوَ القرآنُ أرشَدَني لأمري
وعلَّمني الثوابَ من العقابِ
ففارَقتُ الصِّحابَ هجَرتُ أهلي
وأحَسَنتُ الصَّداقة َللكتابِ
وبالقرُآن ِ يهديني إِلَهي
رحيمًا بي مُعيدًا لِي صَوَابي
يعاتبني بعطفٍ أو بخوفٍ
يؤهِّلُني إلى يوم الحِسَابِ
يقولُ العَدْ لُ ميزانٌ لقومي
ورغمَ الحقِّ يحنو في خطَابِي
يُريني العَيْشَ في الأُخرَى حياةً
هي الأبقَى فأَحلُمُ باقترابي
وتسكبُ أدمعُي طمعًا وخوفًا
حريقًا يكتوي فيه إهابي
أَلُوذ ُ من الخصال ِ إلى خصال ٍ
هي المنجاة ُ من شَرِّ العذاب ِ
* * ** * *
أنا آثرتُ أن يبقى بقلبي
كتابُ اللَّهِ، ما أغلى كِتابي
وكان الصبر ينفدُ في ثوان ٍ
فجاء الصَبرُ يخَطُرُ في ركابي
وكان َ تَلَعثُمٌ يطْوِي لساني
فأصبَحَت الفصاحة ُ في رحابي
تعفَّف َ مطلَبي، أرهفتُ سَمعي
وصار الطُّهرُ يخطُو نحو بابي
تغيَّرت الملامحُ فوقَ وَجهي
و عادت بي لأيَّام الشَّباب
وراح النُّور يقطُرُ من جبيني
يَمرُّ على حُدودي في انسياب
ويرسُمُ في تحدِّ فوقَ عُمرِي
شعاعَ الحُبِّ في النور المذابِ
* * *
هو القرآنُ ما أحلاهُ قولا ً
أراني فيه مِن بعد اغترابي
كأنِّي حين أقرأ ُفيه طير ٌ
تعالى فوق أنوار ِ الشِّهاب ِ
وأسْبح ُ في فضاءِ الله زَهواً
ويأخذني الحُضُور من الغياب ِ
أنا العطشىَ لأرضٍ غير أرضي
يُحدُِّثُنِي ذهابي عن إيابي
أنا من نسل آدمَ غير أنِّي
لقول ِ الله ما أحلَى انتسابي
هو القرآنُ يُعجز ُ كل َّ وصْف ٍ
ويعجز كل َّ من في أرض حابي
* * *
وبالقرآن أدْنُو من رسولٍ
هدى الدنيا لأحلام ٍ عِذاب
فيأتيني رسُولُ اللَّه ليلا ً
يرشُّ النُّورَ في كل الشِّعابِ
يضيءُ الكون من حولي فأصحو
على عطر ٍ تعلَّقَ في ثيابي
وموسيقى تُداعبُ صمت قلبي
فيعزفني النهارُ على الرَّبابِ
أنا السَكْرَى من الحُبِّ الإلهي
يراني الناس حينًا كالسَّرابِ
وأحيانًا يرَوْني مثل كَرْم ٍ
مُعتقة ٍ تفيضُ مع انسرابي
ويشربني النَدامى في كؤوس ٍ
فأجعلهم كؤوسًا للشَّراب
فأحيانًا يراني النَّاس رُوحًا
تسيرُ بخفَّة ٍ فوق الرِّقابِ
بلا حِمل ٍ تنوءُ به الأيادي
كأنِّي الطُّهْرُ في خَيرِ الكِعَابِ
لمحرابي أ ُزف ُ بلا عويل ٍ
وقانتة ً أمرُّ بلا انتحاب ِ
فكل ُّ الذنب ِ مغفور ٌ لأنِّي
عَرَفْتُ اللَّهَ مِن بعد اضطرابي
هو القرآن علَّمني لأحْيَا
مُحِبًا أنْ يوار َيِني تُرابي
* * *
أنا المخلوقُ من طين ٍ وماء ٍ
إلى دَرْب الملائكة ِ انقلابي
أنام الآنَ مقرورًا هنيئًا
رفيقًا للسَّلام بلا اكتئاب
بلا أرق ٍ، بلا ضيق ٍ وهَمٍّ
و كل ُّ الضَّيْم بي محض ُ انسحاب ِ
* * *
على الدِّفء الجميل وضعتُ حِمْلي
يُصعِّدني الأمان ُإلي السحاب ِ
إذا سأل الرِّفاق ُ عن المعاصي
أجبت ُ برقِّة ٍ: واللَّه ما بي
لأن َّ اللَّه غفارٌ رحيم ٌ
سيغفر ُلي الذنوبَ بلا ارتياب ِ
وإنْ جاء َ الشقَّي ُّ بلا انتسابٍ
لآي ِ اللَّّه ِ أعْلنت ُ انتسابي
***
 
شعر / شريفة السيد- مصر
 
من ديوان / ملامح أخرى لامرأة عنيدة / هيئة الكتاب المصرية
ط/ 2004
كما نشرت في ديواني / في حب الله ورسوله (ص) المنشور في موقع
دار النشر الإلكتروني كتب عربية
كتب عربية
 
مع أجمل وأرق أمنياتي
شريفة
© 2024 - موقع الشعر