لا... هارْحوما..... (إلى القدس) - شريفة السيد

لا... هارْحوما (*) (إلى القدس)
(*) هارحوما: اسم المستوطنة الجديدة التي بنتها إسرائيل

في قلب جبل أبوغنيم بفلسطين.
-----------------------

لمَّا رَأَوكِ بمُقلَتَيَّ تَهَامسوا:
مجنونُ ليلَى... والغَرامُ مُعَذّبِي..

حيفا.. ويَافا.. والخليلُ عَشِقتُها
وأَبُو غُنَيْم ٍ زادَ فيه تَصَبُّبي..

لوْ أنَّ فيهِم مَنْ تَذَوَّقَ مِثلَنا
لُغَةَ التُّرابِ – هناكَ - لمْ يتَعجَّبِ..

يا قُرَّة العَينِ اسلَمِي وتكلَّمي
عن ذكريات القدس عن مَسرَى النَّبِي

عن كُلِّ مِئذنَةٍ يُردِّدُ صوتُها
اللهُ أَكبَرُ فوقَ كيدِ الأَجنَبِي...

حتَّى مَعابِدكِ القَدِيمةُ لمْ تَزَلْ
مَرفوعةً بِقَداسةٍ مِنْ يَثربِ..

يا نَبضَةً مَجدولةً مِنْ خَافِقِي
رُدِّي عليهِمْ،، قاوميهمْ،، واضرِبِي..

لا تُوقِفِي عَزفًا لِمَلحَمةِ الحَجَر ْ
أَو تَرتَضِي وَصفًا بِشَعبٍ طَيِّبِ..

لَنْ ينفعَ الخجَلُ الجَميلُ معَ الذي
أَدمَاكِ هَتكًا في جَلال المَوكِبِ..

لا تَتركِيهمْ يَنهشُونَ عُروبتِي
ويُنفِّذونَ مُخطَّطَ الغَدرِ الغَبِي..

يا حَبَّةَ القَلبِ الخَفُوقِ
تشبَّثي أنْ تَسكُني قلبِي

وألاَّ تَذهَبِي..
كُوني مَدينَتِيَ القَوِيَّةَ دائمًا

كوني مدينتيَ الأبية َ دائمًا
كوني مدينتيَ العظيمة َ دائمًا

وإذا خَذَلتُكِ لَحظةً فَلتَعتِبِي..
كُوني صَدَىً لِحقيقةٍ نادت ْ بها

كُتُبُ السماءِ فردِّدِيها.. واكتُبِي
بِدَمِ الوريدِ دَمِ الشَّهيدِ

دَمِ العُيونِ النَّائِحَاتِ علَى الوليدِ وقَد سُبِي:
عربيَّة ٌ حتَّى ولوْ قَطَعوا عُروقِيَ كُلَّها

واستُئْصِلَتْ مِنْ يَعْرُبِ...
قُولِي لهُمْ: لا... هارْحُومَا في بَيْتِنا

حَتَّى ولوْ سلَبُوكَ أُمِّي يا أَبِي...
قُولِي لهُمْ لا لليهودِ بأرضِنا

حَتَّى ولو سلبُوكَ أُمِّي يا أَبِي....!!
شعر / شريفة السيد/ مصر

من ديواني طقوس الانتظار/ ط هيئة الكتاب / مصر2002
مع أجمل وأرق أمنياتي

شريفة
© 2024 - موقع الشعر