السرقة

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 17، آخر تحديث

السرقة - لطفي القسمي

مزقت دفاتري
وأرواق مذكراتي
وجففت أقلامي
وأوقفت أقداري
ومسحت دمعاتي
وأحرقت أشواقي
ودفنت عواطفي
وذبحت أحلامي
وكسرت لوحة آمالي
وطلبت السماح من أهلي
وجهزت حقيبة رحيلي
فليس في طني متسع لي
ولا متسع لأحلامي
ولا فيه ستزهر أقداري
ولا فيه ستتغذى مشاعري
ولا فيه سأرسم آخر لوحاتي
ولا فيه سأجد سارقة قلبي
إنه وطن ليس لي
وليس فيه مكان لمثلي
فالوطن في ملك سارقي
وسارقي أخذ مني أحلامي
ولم يترك لي حصتي
أخذ الربيع ومعه بهجتي
أخذ البحر ومعه أحلامي
أخذ السماء ومعها أفراحي
أخذ الحب ومعه أشواقي
لم يترك لي سوى نفسي
وقطعة خبز تسد جوعي
وقطعة أرض خربة في مجرى الوادي
سارقي أخذ رزقي
وأرسل الكلاب تجري ورائي
سارقي يعرف حقي في وطني
ويعرف أنني أشكو ضعفي
وقلة حيلتي
لذلك أعد القارب لي
وفتح البحر لرحيلي
وجهز القبر لي
في حال فشل رحيلي
وعدت جثة لأرضي
© 2024 - موقع الشعر