يا شعر - فريد مرازقة القيسي

عُذْرًا...
 
يَا أيُّها الشِّعْرُ عُذْرًا... لَمْ تَعُدْ خِلَّا
فَقَدْ رَفَعْتَ كَلَامًا جُلُّهُ اختَلَّا
 
الوَزنُ مُنْتَقِبٌ مَا عادَ يُتْقِنُهُ
إلَّا الَّذِي نطَقَ الأَبْيَات مُعتَلَّا
 
أسْعَدْتَ كُلَّ لَئِيمٍ قَوْلُهُ كَذِبٌ
وَقُمتَ تُحْزِنُ مَنْ آتَى وَ ما كَلَّا
 
فَكيفَ تطلُبُ مِن أشْعارِهِ أَمَلًا
وَقلبُهُ باتَ صِنوَ القُدْسِ مُحْتَلَّا؟!
 
أَعلَيتَ مَنْ نثرُوا الأشْعَارَ مُفْتَخِرًا
وَرُحتَ تنفِي الّذِينَ (استَفْعَلُوا) ظِلَّا
 
أَمَّنْتَ مَنْ صَنَعُوا مَجْدًا بِلَا أُسُسٍ
وَالشَّاعِرُ الحَقُّ مِنْ عَبْرَاتِهِ ابتَلَّا
 
لَوْلَا احترَامِي لِحسَّانٍ لَقُلْتُ هِجَاءً
لَاذِعًا فيكَ يَا مَنْ بَيْنَنَا حَلَّا
 
لَكِنَّهُ كَهِلالِ العِيدِ مُسْتَتِرٌ
وَطيلَةَ العَامِ رَغْمَ الشَّوْقِ مَا هَلَّا
 
قُلْ لِي بِرَبِّكَ! مَا تَجْنِيهِ مِنْ زُمَرٍ
تَرَى القصيدَ صِيَاحًا يَنقُلُ الغِلَّا؟
 
وَ منبَرٍ بَاتَ لَا يَهْوَاهُ مُنْتَقِلٌ
بَيْنَ البُحُورِ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الفُلَّا؟
 
يَا أيُّهَا الشِّعْرُ قُلْ لِي أينَ موْضِعُنَا
بَينَ الَّذِين غَدَتْ أشْعَارُهُمْ ذُلَّا
 
هَلَّا رَحِمتَ فُحُولًا فُلْكُهُمْ غَرِقَتْ
فِي أبْحُرٍ غَمَرَتْ أيَّامَهُمْ إلَّا...
 
 
فريد مرازقة
© 2024 - موقع الشعر