سحر الكلمات

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الغزل والوصف، 35، آخر تحديث

سحر الكلمات - عمر صميدع مزيد

سأسحر أعينكم بسحر الكلماتِ
وسأطرب سمعكم بأرق النَّغماتِ
 
كلماتٌ تشبه حديث المعجزاتِ
كلماتٌ كالسيفِ الثائرِ في الغزواتِ
 
كلماتٌ كالنَّحلةِ تفرز المفرداتِ
أصنعها من خليَّاتي وأبجديَّاتي
 
فأقتربوا ودعكم من ملاماتي
فإنِّي مفتورٌ من شدَّة معاناتي
 
ديني الإسلام ودار عشقي همساتي
أبو فراسٍ أنا وكلماتي هي ثوراتي
 
خُلِقتُ من طينٍ ومن نفخِ الإله
والرُّوح تنعم بأعذبِ المناجاةِ
 
الحبُّ والعشق من صورِ الرَّحمانِ
ورحمتهُ تُحيطنا باليُّمن والبركاتِ
 
ولِدتُ في مجتمعٍ مليءٌ بالعاداتِ
والحبُّ فيه من أقبح الخطيَّاتِ
 
ونظرات العيون أول السيئاتِ
فكيف لو رأيتم عيون السَّاحراتِ
 
فأنا بدون الحبِّ كصخرٍ قاسي
وأنا بدون العشق شبيه الأمواتِ
 
فعارضتُ نفسي عشق الفاتناتِ
وأبدلتُ هوسي برسمِ الكلماتِ
 
فبدأت أبياتي بقبلةِ الحياةِ
وطرقتُ الأبواب فاحتوى شتاتي
 
ياشِعر ، فيكَ صبابة السنواتِ
فيكَ جِئتُ أُشفي كل جِراحاتي
 
عشتُ فيكَ أُمسيات اللَّيالي
والألم سرَى كالمرِّ في كاساتي
 
فصاح الفؤاد مني والرُّوح هشَّة
وضجَّت النغمات من حكاياتي
 
فقيَّدتُ بالشِّعرِ كل أحزاني
وأفرجتُ عن نغماتي بابتساماتي
 
ياشِعر ، ما كان للحزنِ زمانٌ
لكنِّي هائمٌ والحبُّ هو مأساتي
 
عمرٌ مضىٰ لا لحنٌ فيه ولا نغمٌ
ولا صحت على أنوارهِ السَّماواتِ
 
ولا عانقت مسرَّاتي بروضاتي
ولا افترشت أوراقه في الغاباتِ
 
ولا أناشيدي باتت تُجدي نفعاً
ولا ذكرها ينجيني من بليَّاتي
 
ولا النَّاس تعلم شيئاً عن معاناتي
ولا لهم سبيلٌ لعوني من العثراتِ
 
ولا يعرفوا لوعة سحر العيون
ولو رأيتم كما أرا لكُشِفت لوعاتي
 
ولا اعتب على رقيقات القلوب
ولا ألومهم بل ألوم حماقاتي
 
ولا أجمل من خضرة العيونِ
لما اختارهُ الخالق نعيماً للجنَّاتِ
 
فضاعت راحلتي وسط الصَّحراء
وبحثتُ بين الحروفِ عن ذاتي
 
فجفَّت أقلامي ونفذت أوراقي
واستسلمت لعاصفةِ الرِّيح راياتي
 
وصرتُ يتيماً لا أمَّاً تضمني
ولا حتى وطن يضم كل أهاتي
 
فصُدَّت أبواب الأزمنة بوجهي
فلا نفعَ طرقها ولا صوت نِداءاتي
 
وجِئتُ مُحمَّلاً بأثقال الهمومِ
أجترَّها زحفاً طيلة مسافاتي
 
إلى أن نفثَت كحلها في عيني
فسطع نورها ولمعت كلَّ كلماتي
 
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
30-12-18
© 2024 - موقع الشعر