أحرار في مواجهة الطغيان - لطفي القسمي

وقف العبد وقفة الجبان
في يده عصا الطغيان
تلقى الأوامر من الاسياد
بضرب رؤوس الأقلام
بلا نقاش حمل العصا
وفي الشارع هشم كل الاقلام
حتى سالت مدادها
العبد وقف حيران
فلقد لمح في الحبر شيئان
وجهه المسجون
ووجه الأقلام الحرة
فقال هذا محال
كيف أضرب حماة المستقبل
كم أنا جبان
وعبد مطيع للطغيان
هذه أقلام طاهرة
لها علي فضل
هي من علمتني الكلام
وأخرجتني من جهلي
وأحستني بأني إنسان
ولي الحق في الأمان
هذه الاقلام كانت مثلي
فقيرة وتعيش المحن
هذه الأقلام كانت مثلي
منزلها متواضع
وطعامها زيت وزيتون
وأحلامها مثل أحلامي
أحلام لا تتعدى كونها حقوق
هذه الأقلام مثلي
ناضلت وتعذبت
و تعلمت في المدارس
وتفوقت ونجحت
ومن الجامعات تخرجت
هذه الأقلام مثلي
صبرت حتى وصلت
لكنها على عكسي
اختارت أشرف المهن
وأنا رضيت بأن أكون مجرد أداة
أداة في يد الأسياد
أداة تنفذ الأوامر
بلا كلام
يا أقلام السلام
أنتم الأبطال
ونحن ضحايا النظام
سامحونا على الآثام
فنحن لسنا مثلكم
قادرين على الكلام
نحن لسنا أحرار
بل مقيدين بالسلاسل
والأغلال
ف يا حماة العلم
اصبروا على عصا الطغيان
وناضلوا لأجل حقوقكم
ولأجل غد قريب
ربما نصبح فيه كلنا أحرار
© 2024 - موقع الشعر