الواحدة صباحا - لطفي القسمي

الساعة بالغرفة تدق
إنها الواحدة بعد منتصف الليل
ما زالت مقلتي تقاومان النوم بغرابة
جسدي ملقى على الفراش
وعقلي يفكر فيك
وفكري يدور في دوائر مفرغة
ذكراك أربكت تفكيري
وتقودني نحو الجنون
وهو ليس بالأمر الجديد
يالها من ليلة غريبة
جمعت بين أمرين
ذكريات ماضية
وليلة دافئة
وصوت الشتاء يكسر السكون
حقائب من الذكريات جمعتها عنك
يسافر بها عقلي في كل ليلة
ليستقر بها في فنادق ذكرياتك
وليكتشف بعض أسرارك
في بعض الاحيان
كان يتخيل لي أني أعيش اللحظة فعلا
والزمن يتوقف بي عند النظر في عيناك
أسمعك تقولين لي بخجل
أنت الأول والأخير
إذا وقعت سأقع معك
وإذا رحلت سانتظرك
وأنا أنصت لك بحماس
أحسست وكأني أشرب خمر كلماتك
صدقتك وعشت الحلم
الساعة تشير للثانية صباحا
وحقائب ذكرياتك فرغت
وبدأت صورة ملامحك تتلاشى
كأنك مجرد سراب
أنت فعلا كنت سراب
كنت شمعة تحولت إلى ظلمة
الساعة تدق وترن
تعلن حلول الثانية صباحا
وتعلن نهاية الذكريات
خرجت من حقائب ذكرياتك
وعدت لواقعي لأعيشه وحدي
لا وجود لك بواقعي
لم يعد صوتك يغني بعقلي
بغرفتي مسلتقي شارد الذهن
أشاهد من خلال النوافذ
أمطار غزيرة تتساقط
أخرجت رأسي ليبلله ماء المطر
لعله يطهر فكري من ذكراك
فربي أنزله من السماء ماء طهورا
© 2024 - موقع الشعر