أنا وقلمي

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 5

أنا وقلمي - لطفي القسمي

أنا وقلمي نحمل نفس الهموم
أنا وقلمي نخط الحروف
حروف تشكل كلاما
يحمل بين سطوره الدموع
دموع تحكي قصة حياة الأنام
في أرض أصبح يقطنها فقط الألآم
أنا وقلمي نروي
ونحكي القصص
قبل نزول الظلام
قصة شعب كان ينام الليل بسلام
قصة طفل كان يحب معانقة الأيام
قصة امرأة كانت مصونة من اللئام
قصة شيخ حكيم يحكي للأجيال
قصصا مليئة بالحكم
أنا وقلمي نعيد رسم
قصة جدة حكيمة
كانت ترعى حفيدها حتى ينام
أنا وقلمي ننسج تفاصيل حكاية
حكاية الأمان بأرض العلماء العظام
فجأة وبلا سابق إشعار
القصة تحولت إلى أوهام
بعدما قامت الأيادي الهدام
بتخريب الأرض والعرض
وسرقة الأحلام
من شعب لم يعد يقوى على النوم بسلام
الأيادي اللئام سرقت حتى الطعام
وتركت الشيخ الضعيف
يصير كومة من العظام
وتركت الطفل الصغير وحيدا
يموت حزينا في جوف الظلام
وتركت الجدة بلا مأوى
دامعة العين لا تنام
تسهر على مراقبة الأوهام
أنا وقلمي نكتب عن قصة شعب
بمداد الألم نحكي مأساته
أنا وقلمي نحزن
ونبكي على شعب عظيم
رسم تاريخ الاسلام
أنا وقلمي
ومعي بقية الأقلام
نسرد حكاية شعب ضائع
يشكوا قساوة الأيام
أنا وبقية الأقلام
نكتب عن شعب مقهور
نسيه الرؤساء والحكام
نكتب عن شعب جائع
ضائع بين الخطب
وكثرة الكلام
أنا وقلمي نصور أبشع جرائم
ارتكبت بحق شعب كريم
طالب بالعيش الكريم
جرائم حولت عرضه إلى غنائم
أنا وقلمي نحاسب الشر
السفاك للدم
وفي خطب الاعلام
يدعي صفة البطل الهمام
نحاسب من يسرق الأرض
وينتهك العرض
ويضع عمامة الإمام
نحاسب من لا يمكن أن يحاسب
سوى من ذي الجلال والاكرام
فيا رب انتقم من الأشرار
فأنت أهل للانتقام
أنت وحدك بجلالك
القادر على وقف المجازر
ورد المظالم
انت وحدك العالم بالحال
وبمن أفسد الأحوال
فأصلح الحال
وأنصر أهل الشام
© 2024 - موقع الشعر