في رأس السنة

لـ لطفي القسمي، ، في روايات وقصص، 13، آخر تحديث

في رأس السنة - لطفي القسمي

في رأس السنة
سرقت سنوات
من عمر المسلمين
في رأس السنة
حصدت المئات
من رؤوس المؤمنين
في رأس السنة
سالت أنهار
من دموع الأطفال المظلومين
في رأس السنة
فقدت العروبة شرفها
على يد قطعان الخائنين
في رأس السنة
مازال القدس الشريف
يصيح أين الصالحين
أين المجاهدين
المدافعين عن قبلة الصامدين
في رأس السنة
لا زال يقود أمة الاسلام
ثلة من المذنبين
في رأس السنة
يتعذب في العراء بلا رحمة
إخواننا المهاجرين
الفارين من الجحيم
والنازحين إلى عالم جديد
هم فيه مغتربين
بالقيم الانسانية كافرين
بغربتهم غير راضين
لكن فيها على الأقل
سينسون ذكرى المجرمين
حتى يأتيهم اليقين
في رأس السنة
يضرب طالب العلم على الجبين
وتحرم الرعية من النور
وينصب لحامله الكمين
في رأس السنة
نودع سنة مع لباسها الحزين
نودع سنة مليئة بالأحزان
ونترحم بمرارة على الشجعان
نودع فيها الانسان المسروق الكرامة
المليء بسم الثعبان
نودع سنة من الدماء والجشع
والجبن والكثير من الخذلان
في ٍرأس السنة يموت آخر رقم
ليولد رقم جديد يغير التقويم
معلنا بداية سنة جديدة
ونحن مع تغير السنين نتغير
وتستمر أمانينا في التجدد
نتمنى أن تكون السنة الجديدة
سنة الحب والأمان
للطفل وللأم والفلاح المحروم
ولكل طامع في رحمة الرحمان
فرجا لكل مظلوم مقهور
أصابته خطيئة الزمان
في رأس السنة
نودع سنة
ولكننا لا زلنا في الميدان
ميدان داعش وموسكو
وأرض جزيرة الشيطان
وحظيرة عام سام
ما زلنا ندور كالقطعان
حول طاحونة الشيطان
لا زلنا نبحث عن عدو
يمنحنا أكذوبة الأمان
لا زلنا نبحث عن العظمة الواهية
في رقصة الفنان
كل سنة أتمنى
أن لا نكون مثل كل سنة
جامدين عاجزين
غير مكترثين للعالم المجنون
فكل سنة سيترصد لنا الوحش الملعون
لكننا سنكون دائما صامدين
حامدين لله شاكرين
للحقد والعداوة
والسفاهة كارهين
كل عام وأنتم يا سكان الأرض المسروقة آمنين
في مستنقع الوساخة طاهرين
لرحمة الله طالبين
بنصر الله موقنين
سنة أمازيغية سعيدة
على سكان نوميديا الصامدة
سنة مورية سعيدة
على سكان موريطانيا الطاهرة
سنة طنجية سعيدة
على كل شريف في زمن بَغايا
© 2024 - موقع الشعر